Header Ad

التصنيفات

تأكيد دعم واشنطن للعراق في حربه مع ايران

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

نقلت صحيفة أمريكية بارزة عن ضباط كبار في القوات المسلحة الامريكية قولهم إن واشنطن كانت على علم باستخدام العراق للأسلحة الكيماوية خلال الحرب العراقية الايرانية، ولم تحرك ساكنا.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير بث من موقعها على الانترنت، إن واشنطن قدمت للعراق أيضا مساعدات مهمة في التخطيط الحربي للقتال خلال تلك الحرب.

وأوضحت أن تلك المساعدات جاءت في إطار برنامج سري في عهد الرئيس الامريكي الأسبق رونالد ريغن، على الرغم من علم المؤسسات الاستخبارية الامريكية بعزم السلطات العراقية على استخدام السلاح الكيماوي ضد الايرانيين والاكراد.

على الرغم من الإدانة العلنية لإدارة ريغن لاستخدام العراق للغازات والاسلحة الكيماوية الاخرى، استمر نائب الرئيس الامريكي آنذاك جورج بوش الاب ومعه أبرز موظفي مجلس الامن القومي الامريكي في دعم برنامج التعاون السري مع العراق

ضباط امريكيون

واضافت أن البرنامج كان يخضع للسرية والكتمان الشديدين وضم اكثر من 60 ضابطا ومسؤولا من وكالة الاستخبارات الدفاعية الامريكية قدموا للعراقيين معلومات مفصلة حول عمليات الانتشار العسكري الايرانية.

كما قدم هؤلاء النصح في مجالات التخطيط التكتيكي للقتال، واساليب توجيه الضربات الجوية، واجراء تقييم للاضرار التي يمكن أن تتسبب بها غارات معادية قد تشن على العراق.

وأكدت الصحيفة أنها استقت تلك المعلومات من تصريحات عدد من كبار الضباط في صنوف القوات المسلحة الامريكية كانوا على علم ودراية مباشرة بهذا البرنامج، وقد وافقت غالبيتهم على الادلاء بتلك التصريحات بشرط عدم نشر أسمائهم.

وأشارت إلى أنه على الرغم من ان ضباط الاستخبارات الامريكيين لم يشجعوا استخدام القوات العراقية للسلاح الكيماوي، فانهم لم يعارضوا في الوقت نفسه استخدامه لأنهم رأوا أن بغداد كانت تقاتل من أجل البقاء، إلى جانب خشيتهم من اجتياح إيران لدول الخليج النفطية.

يذكر أن المساعدات الامريكية للعراق في تلك الحرب باتت أمرا معروفا، حيث قدمت واشنطن معطيات ومعلومات مهمة حصلت عليها من صور اقمار التجسس التابعة لها، لكن الحجم الحقيقي لتلك المساعدات لم يكن معروفا بدقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الدفاعية، لم تذكر اسمه، قوله إن سقوط العراق تحت السيطرة الايرانية كان يمكن أن يكون له أثر فاجع على الكويت والسعودية، وكان ممكنا أن تسقط المنطقة برمتها.

وقال بعض الضباط إنه على الرغم من الإدانة العلنية لإدارة ريغن لاستخدام العراق للغازات والاسلحة الكيماوية الاخرى، استمر نائب الرئيس الامريكي آنذاك (ومن ثم الرئيس) جورج بوش الاب ومعه أبرز موظفي مجلس الامن القومي الامريكي في دعم برنامج التعاون السري مع العراق.

يشار إلى أن وزير الخارجية الامريكي الحالي كولن باول، الذي كان حينئذ مستشارا للامن القومي، من بين المسؤولين الذين دانوا علنا الحكومة العراقية لاستخدامها الغازات السامة، وخصوصا في بلدة حلبجة الكردية قبل نحو 14 عاما.

وقد تسبب الهجوم الذي شنته طائرات عراقية مقاتلة، في مارس/آذار من عام 1988، في مقتل أكثر من خمسة آلاف إنسان، وجرح أكثر من سبعة آلاف آخرين

وقالت الصحيفة إنه في مطلع ذلك العام، وعقب استعادة العراقيين، بعون أمريكي، شبه جزيرة الفاو، وانفتح من جديد الشريط الساحلي العراقي الضيق على الخليج، أُرسل ضابط الاستخبارات المقدم ريك فرانكونا لتفقد ساحة القتال مع ضباط عراقيين.

واضافت أن الضابط الامريكي لاحظ أن الجيش العراقي استخدم بالفعل السلام الكيماوي لضمان انتصاره، واطلّع على دلائل وبراهين قاطعة بأن الجنود العراقيين حقنوا بمواد تحميهم من آثار تلك الأسلحة السامة التي استخدمت ضد القوات الايرانية.

ولا تزال آثار الهجوم الكيماوي قائمة في حلبجة حتى بعد مرور أكثر من 14 عاما، ويقول طبيب جراح مقيم في المدينة إن بقايا العناصر الكيماوية لا تزال موجودة في الهواء والماء والغذاء.

كما تتحدث التقارير عن ارتفاع كبير في معدلات الإصابة بمختلف أنواع السرطانات وتشوه المواليد، وكثرة حالات الإجهاض بين النساء.