Header Ad

التصنيفات

ملف الأسلحة العراقية أعيدت كتابته

لم يعثر في العراق حتى الآن سوى على أسلحة تقليدية

قال مسؤول بريطاني كبير للبي بي سي إن الملف الذي أعدته الحكومة حول أسلحة الدمار الشامل العراقية ونشر في سبتمبر/ أيلول الماضي، أعيدت كتابته ليبدو “أكثر إثارة”.

وقد رفضت الحكومة هذا الاتهام الذي تزامن توجيهه مع وصول رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى مدينة البصرة في أول زيارة يقوم زعيم غربي للعراق منذ الإطاحة بحكومة صدام حسين.

وكان الملف قد حذر من أن لدى الجيش العراقي القدرة على إطلاق أسلحة دمار شامل في خلال خمسة وأربعين دقيقة من صدور أوامر بذلك.

لكن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد قال مؤخراً إن ترسانة الأسلحة العراقية المحظورة ربما تكون قد دمرت قبل اندلاع الحرب.

وقال المسؤول الاستخباراتي للبي بي سي إنه قد أعيدت كتابة التقرير قبل أسبوع واحد من نشره بناء على أوامر صدرت عن الحكومة.

وضرب المسؤول مثالاً بالفقرة التي تحدثت عن إمكانية إطلاق أسلحة دمار شامل خلال خمسة وأربعين دقيقة من صدور الأوامر.

وقال: “هذه الفقرة لم تكن موجودة في التقرير الأصلي، وقد أضيفت إلى الملف رغم اعتراض مسؤولي أجهزة الاستخبارات”.

وأضاف أن أغلب المعلومات التي تضمنها التقرير كانت مستقاة من مصدرين، لكن هذه المعلومة جاءت من مصدر واحد غير موثوق به.

وقال إن أغلب المسؤولين في الدوائر الاستخباراتية كانوا غير راضين بالتغييرات التي أدخلت على التقرير، لأنها لم تعكس تقييمهم للموقف.

هانز بليكس

وأعرب المسؤول عن اعتقاده بأن العراق كان لديه برنامج لإنتاج أسلحة الدمار الشامل، وقال إن احتمالات إنتاج أسلحة بيولوجية في العراق تبلغ في تقديره نحو ثلاثين بالمئة.

وقال إن هانز بليكس، رئيس فرق التفتيش الدولية عن أسلحة الدمار الشامل العراقية قلل من أهمية بعض الأدلة التي تضمنها التقرير.

وأضاف أن العلماء العراقيين الذين ألقي القبض عليهم خلال الحرب لم يقدموا حتى الآن أي معلومات ذات قيمة.

وقد رفض وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع آدم إنجرام الاتهامات المتضمنة في تصريحات المسؤول الاستخباراتي بأن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق استندت لمبررات زائفة

ونفى الوزير أن تكون الحكومة قد طلبت إدخال تغييرات على التقرير.

وقال آدم إنجرام في مقابلة مع البي بي سي: “لقد شنت الحرب على العراق استناداً لكل المعلومات التي توفرت حول سعي الحكومة العراقية لإنتاج أسلحة دمار شامل، وكان الكثير من تلك المعلومات مؤكداً من خلال وثائق أعدتها الأجهزة الأمنية، دون أي ضغوط أو محاولات للتلفيق من قبل الحكومة”.

تقييم دقيق

وأضاف أن “تقارير الأجهزة الأمنية أعدت بعد دراسة وتقييم دقيق للمعلومات قبل نشرها”.

“إن العالم بأسره كان يعلم بنوايا صدام حسين المتعلقة بإنتاج أسلحة الدمار الشامل، ولهذا كنا على صواب عندما قررنا شن الحرب.”

وقد أقر آدم إنجرام بأن المعلومات التي أشارت إلى قدرة العراق على إطلاق أسلحة دمار شامل في خلال خمسة وأربعين دقيقة جاءت من مصدر واحد.

لكنه قال إن “الصورة بدأت تكتمل” مع استمرار أعمال البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق.

أما رئيس الوزراء البريطاني توني بلير فقال إنه على ثقة تامة في أن أسلحة الدمار الشامل العراقية سيعثر عليها.

وقال بلير أمس الأربعاء: “لننتظر ما ستكشف عنه التحقيقات مع العلماء العراقيين بدلاً من التسرع في إطلاق التكهنات”.

وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني: “إن كل كلمة وردت في ملف برامج التسلح العراقية وضعتها وكالات الاستخبارات”.

وتزامن التشكيك في الملف الذي أعدته الحكومة البريطانية حول برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية مع إذاعة شبكة التلفزيون الأمريكية سي بي إس تقريراً جاء فيه أن المخبأ الذي قصفته القوات الأمريكية في بداية الحرب لاعتقادها أن الرئيس العراقي السابق كان بداخله، لم يكن له وجود.

ونقلت سي بي إس عن تيم مادير، وهو ضابط بالجيش الأمريكي مسؤول عن فحص المواقع العسكرية المهمة في بغداد، أن أعمال البحث في الموقع المشار إليه أثبتت عدم وجود أي مخابئ أو أي جثث.