Header Ad

التصنيفات

العراق لازال تحت الوصاية

أنظر الى الفرق بين بائع النفط عام 1950 وعام 2011
لعل الناظر الى الصورة الأولى بالأسود والأبيض والملتقطة عام 1950 قد يتفهم أن العراق في بداية نشوءه وتكوينه وما يزال يعيش في حالة التخلف التي يشترك بها مع كثير من دول العالم الثالث، وما تزال عائدات البترول متواضعة، والعراق تحت الوصاية البريطانية، والحالة الثقافية والتعليمية لكثير من المواطنين ما تزال في مراحلها المبكرة، وكثير من الشوارع ما تزال ترابية..
ولكن إذا نظرت الى الصورة الثانية الملتقطة هذا العام 2011، والتي يشاهدها جميع ساكني العراق في شوراعهم، لتوهمنا أنها ذات الصورة السابقة ولكن بالألوان هذه المرة..! العربة والأخشاب والبرميل والحمار والعجلات المستهلكة والقمجي و(جرس) التنبيه وإيقاعه لم يتغير على الاطلاق بعد مرور 60 عاما عل الصورة الأولى، وربما حمار الصورة الجديدة هو (حفيد) الحمار القديم..!
ولنا أن نتساءل لماذا عجزت الحكومات العراقية المتعاقبة عن معالجة ظواهر التخلف والتي دفعت العراق الى مؤخرة دول العالم الثالث، وأغمضت عينيها عن إدخال التقنيات الحديثة لتوفير الخدمات للمواطنين؟ وإذا كان النظام السابق منشغلا بالحروب الدفاعية أو الهجومية، وإذا كنا في الماضي نلوم (الدكتاتورية) على كثير من جوانب التخلف في مجتمعنا، فلماذا لم يتغير الحال تحت (الديمقراطية) المستوردة من أمريكا؟
ولكن يبقى هناك فرق واضح بين نفط 1950 ونفط 2011 ، فقد كان في الماضي رخيصا ومتوفرا ولا يخلو منه اي بيت عراقي في اي بقعة من العراق، أما اليوم فهو سلعة غالية لا تنالها إلا بشق الأنفس.. وبينما نتحاور ونتجادل في هذا الموضوع.. يبقى الحمار العراقي (أبو صابر) سيد الموقف في الشارع دون منازع..!