Header Ad

التصنيفات

من خفايا الأزمة السورية..أوربا والحاجة لـ “غاز أسرائيل” عبر سوريا للتحرر من “روسيا”

هل تبحث أوروبا الساعية وراء «أمن الطاقة» عمّن ينقذها من القبضة الروسية المورّدة للغاز الطبيعي في المكان الصحيح؟

حتى الآن، لا تزال عين أوروبا على حقول شرقي باكو وبحر قزوين، ومن هناك إلى تركمانستان الغنية بالغاز. ولكن في الواقع، لا تملك أذربيجان كمية 30 مليار متر مكعب التي تحتاجها اوروبا من الغاز سنويا، بل ما قد تقدّمه هو 5 مليار متر مكعب فقط. أما بالنسبة لتركمانستان، فهي لن تختار ببساطة «ازعاج» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يعارض كل شحنة من هذا القبيل. كما لا يبدو ان إيران من الخيارات المطروحة على الطاولة. وكردستان كذلك… ليس قبل ان يُكسر جمود علاقتها مع بغداد.

صفقة أوكرانيا المتوقعة مع شركتي «شيفرون» و«شل» قد تنتج القليل من الغاز الصخري، بحسب تقرير لـ«فاينانشال تايمز»، ومن المحتمل أن تضيف كل من «او ام في» النمساوية وشركة «اكسون موبيل» كمية مماثلة تستخرجها من حقول البحر الأسود.

  ولكن كل هذه الكميات مجتمعة تبقى ضئيلة مقارنة مع 20 مليار متر مكعب تسعى اسرائيل لتصديرها سنويا على شكل غاز طبيعي مسال لمدة خمس سنوات. وقد تبلغ الكمية رقما اكبر اذا احتسب الغاز المُكتشف في حقول البحر المتوسط في مياه قبرص، وفق شركة «نوبل انيرجي» التي تقوم بالحفر في كلا الجانبين.

قد لا تكون كمية الغاز المذكورة في المستوى المطلوب لخلق دول نفطية. لكنها ستوفر لاسرائيل وقبرص مبلغا ماليا ضخما، كما ستمدّ اوروبا بكمية كبيرة من الغاز الذي تحتاجه.

حقول الغاز المكتشفة جزء من الحوض المشرقي، الذي يحوي وفقا لـ«هيئة المسح الجيولوجي الأميركية»، 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و1.7 مليار برميل من النفط في مياه الدول الاربع: قبرص، إسرائيل، لبنان وسوريا.

بالنسبة لإسرائيل، فإن الغاز صفقة مربحة في كل الاحوال وبغض النظر عن كمية الصادرات وإلى من تتجه. كان يمكن لاسرائيل الاستفادة من الارباح بشكل كبير خلال العقود الماضية، لكن المحلل في معهد «بروكينغز» الاميركي، ناتان ساكس، يرى انه من الافضل لاسرائيل «أن تأتي هذه الطفرة الآن، لان اقتصادها بات أكثر نضجا.. ان ما يجري لها نعمة».

من يحاول مراجعة فكرة تصدير الغاز الى اوروبا، يصطدم بالصمت الكامل. اول الاسباب عائد للشك باتكال الدول المستهلكة في أوروبا على النفط والغاز العربي التزاما منها باتفاقات التوريد معها.

 السبب الثاني يتعلق بخط الأنابيب الثابت الذي سيشكل ممرا للغاز، وما اذا كان سيحتاج الى اجتياز سوريا قبل ان يتوجه الى اليونان وبقية دول أوروبا. اما السبب الثالث، فهو الشك بعدم رغبة التجار الموردين بالالتزام كثيرا تجاه أوروبا في وقت هناك جار «جائع» هو آسيا.

ويرى مراقب الشرق الأوسط في مجموعة «أوراسيا» كريسبين هاويس، أنه يمكن سوريا ان تغير مجريات اللعبة. قد يُلحظ ذلك في لبنان، وتحديدا في ما يتعلق بـ«حزب الله»، «ففي حال سقوط نظام الأسد، سيكون هناك مستقبل آخر لحزب الله ولأمن الحدود الشمالية لإسرائيل، وقد يؤدي ذلك الى استعادة التفاوض على اتفاق بشأن الحدود البحرية المشتركة بين اسرائيل ولبنان». ويضيف هاويس «سينتهي الغاز الإسرائيلي في أوروبا في نهاية المطاف، ولكن لا يمكن تحديد حجمه او توقيته لأن أحداً لا يعلم موعد بناء منشآت تسييل الغاز وتصديره».