Header Ad

التصنيفات

الكشف عن دفع امبراطور الصحافة اليهودي مردوخ لبلير للمشاركة بحرب العراق

كشفت يوميات الستير كامبيل مسؤول الاتصالات في حكومة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أن روبرت مردوخ صاحب امبراطورية نيوز كوربوريشن الاعلامية ضغط على بلير من أجل المشاركة في الحرب على العراق عام 2003. فقد شارك روبرت مردوخ صاحب امبراطورية نيوز كوربوريشن الاعلامية في محاولة “فظة بإفراط” قام بها جمهوريون اميركيون لحمل توني بلير على تسريع انضمام بريطانيا الى الولايات المتحدة في حرب العراق قبل اسبوع على تصويت مجلس العموم بشأن قرار الحرب عام 2003 ، كما يكشف الجزء الأخير من يوميات الستير كامبيل مسؤول الاتصالات في حكومة بلير.
وكان مردوك ابلغ لجنة ليفسن للتحقيق في فضيحة تنصت صحفيين يعملون في مطبوعات يملكها على الاتصالات الهاتفية ، انه لم يحاول قط التأثير في أي رئيس وزراء. ولكن في لطمة اخرى للبارون الاعلامي يقول كامبيل في يومياته ان مردوخ حذر بلير في اتصال هاتفي من مخاطر التلكؤ في الذهاب الى العراق. 
وقال مراقبون ان ما يكشفه كامبيل في يومياته التي تسلسلها صحيفة الغارديان سيزيد الضغط على مردوخ في ضوء افادته امام لجنة ليفسن. 
ونشر مكتب مجلس الوزراء البريطاني امس الجمعة معلومات تشكك في دعوى مردوخ بأن رئيس الوزراء السابق غوردن براون توعد بشن حرب على نيوز كوربوريشن بعدما تخلت صحيفة ذي صن واسعة الانتشار عن دعم حزب العمال في ايلول/سبتمبر عام 2009. وتؤكد المعلومات قول براون بأنه لم يطلق قط مثل هذا التهديد مشيرة الى ان الاتصال الهاتفي الوحيد بين الاثنين خلال تلك الفترة جرى في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 وتركز على افغانستان. 
ورد مردوخ في تغريدة على تويتر قائلا انه يتمسك بكل كلمة قالها امام لجنة ليفسن. ولكن أسئلة جديدة ستُثار عن واحد من تصريحات مردوخ المشهورة خلال مثوله امام اللجنة في نيسان/ابريل حين قال صاحب امبراطورية نيوز كوربوريشن “أنا لم أطلب شيئا قط من أي رئيس وزراء”. 
وكتب كامبيل في يومياته انه في 11 آذار/مارس 2003 ، قبل اسبوع على تصويت البرلمان لصالح ارسال قوات بريطانية الى العراق ، تدخل مردوخ محاولا اقناع بلير بالتحرك على نحو اسرع نحو الحرب. 
وتنقل صحيفة الغارديان عن يوميات كامبيل “ان توني بلير تلقى اتصالا من مردوخ الذي كان يلح بشأن المواقيت متحدثا كيف ان شركة نيوز انترناشنال ستدعمنا، الخ” في اشارة الى فرع امبراطورية مردوخ في بريطانيا. واضاف كامبيل انه وبلير شعرا بأن مردوك مدفوع من واشنطن وان ذلك مثال آخر على دبلوماسية الاميركيين “المفرطة في فظاظتها”. واضاف كامبيل “ان مردوخ كان يضغط على كل الأزرار الجمهورية… كيف انه كلما طال انتظارنا زادت القضية صعوبة”. وفي اليوم التالي ، 12 آذار/مارس كتب كامبيل ان توني بلير “شعر بان مكالمة مردوخ كانت غريبة ، وليست ذكية”. 
ولفتت صحيفة الغارديان الى ان وصف كامبيل لتدخل مردوخ يأتي ضمن معلومات كثيرة يميط عنها اللثام في يومياته الموسومة “عبء السلطة: العد التنازلي الى العراق” التي تنشرها الصحفية على حلقات يومي السبت والاثنين.
ومما يكتبه كامبيل في يومياته:
ـ ان بلير كان يعتقد ان ولي العهد الامير تشارلس “أسير قلة من غلاة اليمنيين”. وكتب كامبيل ان بلير كان “يحب الملكة ويثمنها ويحترمها” ولكنه كان يرى ان وريثها حاول النيل من الحكومة العمالية في كلمة خلال اليوبيل الذهبي لاعتلائها العرش. 
ـ ان غوردن براون ثار بعدوانية شديدة على بلير مطالبا بتحديد موعد لتنازله عن رئاسة الوزراء اليه بعد فترة وجيزة على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر ، وان مقر رئيس الوزراء في 10 داوننغ ستريت خلص في عام 2002 الى ان براون الذي كان وزير المالية وقتذاك عازم على تدمير توني بلير. 
ـ ان براون وكبير معاونيه ايد بولز منعا بلير من الانضمام الى اليورو عام 2003. وفي 11 حزيران/يونيو 2003 ، بعد يومين على توصل براون الى ان بريطانيا لم تنجح في الاختبارات الخمسة التي حددها بغية الانضمام الى اليورو ، كتب كامبيل “ان الأمور لم تسفر عن نتيجة بشأن اليورو وان توني بلير ضاق ذرعا… وكان الحكم الذي أخذ يترسخ ان غوردن براون هو الذي أحبطه. وكان توني بلير يخشى اننا نتخذ القرار الخطأ للأسباب الخطأ” ، بحسب كامبيل في يومياته. 
وقال كامبيل لصحيفة الغارديان ان لديه آراء متضاربة عن براون. “فمن جهة يمكن ان يكون التعامل معه صعبا الى درجة استثنائية ولكنه من الجهة الأخرى يمكن ان يكون خارق الذكاء”. 
وقالت صحيفة الغارديان ان ما يكشفه كامبيل عن تدخل مردوك عشية حرب العراق هو ثاني مثال جوهري يثير تساؤلات عن ادعاء رئيس ادارة شركة نيوز كوربوريشن بأنه لم يحاول قط التأثير في أي رئيس وزراء. وكان رئيس الوزراء السابق جون ميجر ابلغ لجنة ليفسن يوم الثلاثاء ان مردوخ ابلغه في شباط/فبراير 1997 ، قبل ثلاثة اشهر على الانتخابات العامة ، انه سيحجب دعمه للمحافظين ما لم يغير رئيس الوزراء سياساته تجاه اوروبا. 
واعلن ميجر امام اللجنة: “إذا لم نتمكن من تغيير سياساتنا الاوروبية فان صحفه لا يمكن ان تدعم حكومة المحافظين ولن تدعمها”. 
وقال كامبيل لصحيفة الغارديان ان تدخل مردوخ بشأن العراق “كان صوتا يمينيا للغاية”. كما ذكر كامبيل اتصالات مردوخ في افادة ثانية امام لجنة ليفسن في ايار/مايو. وتعتقد شركة نيوز كوربوريشن بأنه ليس هناك ما يعيب لأن دعم صحيفتي ذي صن ونيوز اوف ذي وورلد للحرب كان معروفا. 
وقال مردوخ في افادته امام لجنة ليفسن بشأن الاتصالات الهاتفية مع توني بلير عام 2003 “لا أتذكر ما ناقشته معه الآن ، بعد تسع سنوات ، أو أني تحادثت معه اصلا”. واضاف انه يدرك “ان تقارير منشورة اشارت الى انه اجرى اتصالات بي. وما أنا واثق منه اني ما كنتُ في أي اتصال هاتفي أنقل رسالة دعم سرية للحرب. فان موقف الصحف التي تملكها شركة نيوز كوربوريشن كان معروفا للرأي العام قبل 11 آذار/مارس 2011”. 
ونفت شركة نيوز كوربوريشن ان يكون مردوخ ضغط على بلير بشأن حرب العراق لصالح الجمهوريين الاميركيين. وقالت انه ليس في يوميات الستير كامبيل ما يسند “مثل هذا الادعاء المثير للسخرية”.