Header Ad

التصنيفات

مستشارة بريطانية للجيش الامريكي: لماذا لم يتحمل اي طرف مسؤولية الحرب الفاشلة بالعراق

حذرت مستشارة بريطانية للقيادات الامريكية في ذروة الاحداث، اثناء غزو العراق عام 2003، من ان الغرب لن يتخلص من اشباح حرب الارهاب التي شنها على العالم الاسلامي، خاصة ان جيلا تربى في هذه الفترة وشهد ما فعله المحتلون الامريكيون والبريطانيون وسيحاول هذا الجيل الانتقام من ‘الحرب على الارهاب’. 
وتساءلت ايما سكاي عن السبب الذي فشلت فيه المؤسستان السياسيتان في كل من واشنطن ولندن بمحاسبة اي من المسؤولين عن الفشل في التخطيط الجيد قبل الغزو. وقضت سكاي (44 عاما) اربعة اعوام في العراق، وعملت مع جنرالات في القيادة العسكرية الامريكية مثل الجنرال ري اورنون وديفيد بترايوس، وساهمت في تطبيق استراتيجية مكافحة الارهاب التي ادت الى احتواء الحرب الاهلية. كما التقت كلا من باراك اوباما الرئيس الامريكي وتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق واقامت علاقات صداقة وعمل مع السياسيين العراقيين. والان وقد عادت الى لندن فانها كما تقول صحيفة ‘الغارديان’ بدأت تفكر في تقييم فترة اقامتها هناك في سلسلة من اللقاءات مع الصحيفة. 


وعبرت عن مخاوفها من الاثر الكبير الذي تركته هذه الفترة على العالم العربي، مشيرة الى ان الغرب لم يتعلم من دروس الحرب هناك وكرر نفس الاخطاء في افغانستان. وعلى الرغم من ذلك دافعت سكاي عن الجنرالات الذين عملت معهم وقالت انهم عملوا جهدهم لتصحيح الوضع. وقالت ان السياسيين ومسؤولي الحكومة على جانبي الاطلنطي كان يجب ان يتحملوا مسؤولية قرار الذهاب للحرب ومسؤولية الفشل في وضع استراتيجية فاعلة بعد الغزو، لان اثار فشلهم لا تزال واضحة. وقالت ان سوء فهم الغرب للعالم العربي ادى الى عدم تفهمه لطبيعة العنف والرد الذي نتج عنه، وقالت ‘قاتلنا في الحرب على الارهاب لعشرة اعوام’، و’في ذلك الوقت بدا وكأننا نقاتل شياطين، وتصرفنا على ان الحرب لم تؤد الا لقتل عدد محدود من الاشخاص، وكنا بطيئين في التعرف على ان ما نقوم به من افعال يقوم بخلق اعداء لنا’. 

هجوم على الاسلام 

واضافت ان غزو العراق ‘نظر اليه عدد كبير من المسلمين على انه حرب على الاسلام’، مشيرة الى ان الغرب يقول ‘انسحبنا من العراق وسننسحب من افغانستان، مما يعني ان الحرب قد انتهت بالنسبة للسياسيين الا انها لم تنته بالنسبة للمسلمين، خاصة ان اكثر من 100 الف مسلم قتلوا بعد هجمات ايلول/سبتمبر عام 2001 وبعد التدخل الغربي في العراق وافغانستان’. وقالت ‘علينا ان نسأل انفسنا ماذا فعلنا لعالمهم؟ وكيف سيقومون بالانتقام منا في الايام المقبلة؟ كما ان الحرب لم تنته بالنسبة للجنود الذين اصيبوا بجراح ويعانون من مشاكل نفسية، ولم تنته للعائلات التي فقدت اعزاء عليها’. 
وتضيف ان العالم وان اصبح مكانا افضل للعيش بدون صدام ولكن ‘لم تتم محاسبة اي مسؤول عما حدث في العراق، وهناك مخاطر من اننا لم نتعلم الدروس منها، خاصة فيما يتعلق بمحدودية قوتنا’. 
وتقول ان الساسة سيواصلون الزعم ان ‘العراق هو مجتمع لديه ميل للعنف، وان العراقيين انزلقوا للحرب الاهلية بسبب العداء المستحكم والقديم بينهم، وان العنف كان امرا حتميا بعد الاطاحة بصدام او القاء التهمة على ‘القاعدة’ وايران، وكل هذا يصرفنا عن تحمل مسؤوليتنا ودورنا في التسبب بعدد من المشاكل من خلال وجودنا هناك او بسبب السياسات التي مارسناها’. 
واكدت ان التركيز على انشاء جيوش محلية قوية في العراق وافغانستان ليست اولوية، خاصة ان الغرب يتعامل مع بناء هذه الجيوش من اجل حماية امنه ‘ولكن عن وضعهم وسياسات بلادهم، فالنجاح في العراق لم يكن ليتحقق الا من خلال الحلول السياسية، وكنا بحاجة الى حل سياسي، عقد وسلام’. 

فوضى المنطقة الخضراء 

وتقول الصحيفة ان سكاي ذهبت للعراق بعد الغزو من اجل المساعدة في جهود الاعمار، حيث تم تعيينها مسؤولة مدنية عن كركوك المدينة النفطية، واعجب القادة الامريكيون بعملها حيث عملت على تحقيق الاستقرار في المنطقة. وتقول الصحيفة ان صراحتها وحديثها عن المشاكل التي تواجه البلد لم تكن مانعا من تعيين الامريكيين لها عام 2007 مستشارة مدنية لهم، فقد عملت مستشارة سياسية للجنرال ري اودرنو، الجنرال الذي ارسلته القوات الامريكية لمتابعة استراتيجية زيادة اعداد الجنود من اجل احتواء العنف. 
وعندما غادر اودرنو، طلب منها الجنرال ديفيد بترايوس مواصلة عملها كمستشارة سياسية. ورافقت اودرنو في كل جولاته وشاهدت العنف الذي ادى الى مقتل آلاف العراقيين وجنود قوات التحالف، وقالت ان عددا من الذين تعتبرهم اصدقاء عراقيين وامريكيين حصدهم العنف. ودرست سكاي في جامعة اوكسفورد وعملت في القدس مدة 10 اعوام، حيث قالت انها عملت في اماكن متعددة لكنها لم تكن مهيأة للعمل في مناطق يقتل فيها اشخاص ‘بسبب علاقتهم معي’، مشيرة الى ان العام الاول الذي قضته في كركوك، وعملت مع مجلسه الاقليمي ربع اعضائه قتلوا. 
كانت سكاي تعمل قبل قرارها الذهاب للعراق عام 2003 مستشارة لشؤون التنمية الدولية في المجلس الثقافي البريطاني في مدينة مانشستر، بعد ان عادت من القدس حيث عملت 10 اعوام مع المجلس في الضفة الغربية وغزة. 
وتقول انها استجابت لدعوة وزارة الخارجية البريطانية متطوعين للعمل في جهود الاعمار مع انها كانت ضد الحرب، وقالت انها كانت ستذهب للعراق من اجل الاعتذار عن الدمار والمعاناة اللذين سببهما الغزو. وتقول ان وزارة الخارجية التي ارسلتها للبصرة قالت انها وصلت المطار ولم تجد من يقابلها، على الرغم من تأكيد وزارة الخارجية ان هناك من سيكون في استقبالها، بل واكتشفت ان احدا ليس لديه فكرة انها قادمة. وتقول انها وصلت لبغداد على متن طائرة عسكرية امريكية حيث نقلت الى المنطقة الخضراء التي حولت سلطات الاحتلال قصورها الى مركز لعملياتها وغرفها الى منامات للعاملين فيها، وقالت انهم كانوا في بعض الاحيان يستحمون بالمياه الصحية وكانت الغرف تشطف ايضا بنفس المياه لعدم توفر المياه في القصور. وكانت الملابس ترسل للكويت كي تغسل فيما قضى المهندسون اياما لتشويه وكسر تمثال لصدام كان يطل من سقف القصر. 

عنصرية 

وطلبت منها ادارة الحكم المدني بقيادة بول بريمر ان تذهب لاربيل لتملأ النقص لكن عندما وصلت لم تجد عملا فارسلوها لكركوك حيث كان هناك نقص. وتشير الى انها ساءلت نفسها اثناء عشاء اقامه مسعود بارزاني مسؤول اقليم كردستان على شرف بريمر عن سبب وجودها في المكان وكيف اصبحت وهي الليبرالية جزءا من مشروع احتلال. 
وتتحدث عن مصاعب عملها في كركوك ومواقف الامريكيين العنصرية من العراقيين حيث كانوا يسخرون من عيشهم في بيوت من الطين ‘وتقبيلهم لبعضهم’ في اشارة الى انهم مثليون كما يفهم الامريكي من رجل يقبل رجلا. وتقول ان الجنود الامريكيين لم يفهموا العراقيين ولا حضارتهم، وحتى عندما دعا قادة امريكيون اعيانا في المنطقة قدموا لهم عرضا راقصا ادته نساء مما ادى لغضب الاعيان وخروجهم. 

حررناهم ويقتلوننا 

وتقول ان الامريكيين كانوا حيارى من موقف العراقيين تجاهم فهم جاءوا كمحررين لهم لكن العراقيين يطلقون النار عليهم، وقد اخبرت سكاي الامريكيين انها تتفهم موقف العراقيين الذين عاشوا حصارا طويلا وقتل منهم 100 الف بعد حرب الخليج. وتقول ان اهم مشكلتين واجهت عملها في كركوك هما المطالب باستعادة البيوت التي صودرت من الاكراد الذين قالوا ان صدام اعطاها للعرب في محاولته لتعريب كركوك، اما الاخرى فهو وضع المدينة ان كانت ستكون تحت ادارة بغداد ام كردستان. 
وامام الاخيرة اقترحت ان يمنح كركوك وضع خاص حيث نقلت المقترح الى كولين باول وزير الخارجية الامريكي وسفير بريطانيا في بغداد جيرمي غرينستوك.. واضافت ان سياسة اجتثاث البعث كانت ذات اثار سلبية وخطة خطيرة لانها اثرت على مناطق السنة وتركت مستشفياتها بدون اطباء ومدارسها بدون معلمين. 
وقالت ان ادارة التحالف لم تكن تعرف عن العراق اي شيء وان اجتثاث البعث قامت على فكرة اجتثاث النازية في المانيا. وقالت ان اجتثاث البعث تحولت الى ملاحقة وتصيد ‘ولا اعتقد ان اي مجتمع يمكنه تحمل ما فعلناه من حل الجيش وطرد كل الموظفين المدنيين’ بسبب السياسة.