Header Ad

التصنيفات

أردنا محاكمة متهمين اكراد الا أن المسؤولين: «لا قانون فـي العراق»

التاريخ : الخميس 26-07-2012 02:23 صباحا

تفاصيل مثيرة ترويها المستشارة البريطانية “ايما سكاي” عن قيام الاكراد بمحاولة إغتيال محافظ نينوى اثيل النجيفي , ثم تروي أيضا كيفية قيام قوات مسعود برزاني بإختطاف مجموعة من عرب الموصل ,لمقايضتهم مع المتهمين الاكراد ..

قالت ايضا ان المالكي و بارزاني لم يكونا على وفاق.. والأمور في الاقليم تثير الريبة  

ايما سكاي، مدنية بريطانية عملت مستشارة لقادة اميركيين في العراق، تواصل حديثها لصحيفة الغارديان وتقول أن “مجموعة الاكراد حاولت اغتيال محافظ الموصل، في اثناء زيارة له لقرية كردية في المحافظة في بداية توليه منصبه، فأراد الأميركيون محاكمتهم بما يتطابق مع سيادة القانون، إلا أن المسؤولين الاكراد قالوا لها ان لا قانون في العراق، وهاجموا الموصل ليلا ليختطفوا 15 عربيا ليس لهم أي علاقة بما كان يجري“.

رهائن

وذكرت سكاي أن “على الرغم من الإبقاء على وقف إطلاق النار بين السنة والشيعة، إلا أن التوترات في الشمال كانت تتزايد بين الاكراد والعرب“.

ولم يكن رئيس المنطقة الكردية شبه المستقلة، مسعود بارزاني، ورئيس وزراء العراق، الشيعي نوري المالكي، على وفاق، وهذا ما لم يساعد الأمور عندما “بدات الاشياء تثير الريبة قليلا في الشمال”، كما تقول سكاي، فقوات البيشمركة تتصرف فوق قوات الأمن العراقية.

ثمة واحدة في سلسلة أحداث عكست المصاعب التي واجهها الاميركيون؛ فقد حدثت سلسلة من التفجيرات في بلدة الحويجة، جنوبي كركوك تماما، ألقيت فيها المسؤولية على تنظيم القاعدة، فيما كانت سكاي تشتبه في أن “هذه الأفعال ليس من صنع يد المتمردين”، إلا أن ساكني المنطقة العرب كانوا متخوفين من أن بلدتهم كانت على وشك أن تجتاحها البيشمركة الكردية.

وتواصل سكاي “كنت جالسة في المكتب ببغداد عندما عرض أمامي شخص معين خريطة تبين أين تستقر كل القوات المختلفة، ومن بينها البيشمركة جنوبي كركوك، كنت اعتقد أن ازدياد حدة العنف هذا ليس من فعل القاعدة، بل هم عرب الحويجة، فهم غاضبون، لذا طلب مني الجنرال اوديرنو مرافقة أحد جنرالاته من أجل التحدث إلى شيوخ المنطقة“.

وتواصل مستشارة اوديرنو حديثها “لم يكن الشيوخ رجالا سهلين كثيرا، لكنني كنت اعرفهم منذ العام 2003، قلت لهم أن البيشمركة لن تتخذ لها مواقع جنوبي كركوك، وقالوا “الحمد لله، فقد كان علينا زرع كل هذه الطرق بالقنابل، لأننا كنا قلقين من أنكم ستسمحون لهم باتخاذ مواقع لهم فيها”، وتضيف سكاي “كانوا يرون الأمور تسير بهذا النحو وعليه فقد اتخذوا تدابيرهم الدفاعية الخاصة بهم“.

وبلغت الأحوال مداها في نينوى في شباط من العام 2010، عندما قرر محافظها العربي الجديد، اثيل النجيفي، تجريب حرية تنقله من خلال القيام بزيارة داخل منطقة تابعة لمحافظته كان غالبية سكانها من الاكراد.

وبينت سكاي “كان يفترض أن تكون للمحافظ حرية التنقل، لكن الاكراد قالوا أن ليس بإمكانه دخولها، فيما قال الاميركيون، لا بل بإمكانه ذلك، كجزء من اتفاق كنا رتبناه“.

وتتابع “لذا فقد رافق الاميركيون المحافظ، فأرسل الاكراد تعزيزات وبدأت الأمور تتصاعد، وعندها اطلقت عيارات على المحافظ“.

وزادت سكاي “استدعى الاميركيون دبابات للقرية الكردية، وطيروا مقاتلات اف 16 فوقها في محاولة لتهدئة الوضع، وبعدها ألقت قوات الأمن العراقية القبض على بعض الاكراد، على إثر محاولتهم اغتيال المحافظ“.

لكن المسألة لم تنته إلى هذا الحد.

تواصل سكاي “ايقظني السفير التركي ببغداد في الساعة الثانية صباحا، وكان قد تلقى تقريرا من انقرة يقول أن الاكراد قد اجتاحوا الموصل، لم أكن اعرف عما كان يتحدث وكنت اتحرق لمعرفة ما كان يجري“.

واضافت “كان الوضع حقا سيئا جدا، قطعا على رأس قائمة أكثر الاحداث إثارة للتوتر على الإطلاق، التي كان علي التعامل معها، لم يكن الأمر اجتياحا، لكن الاكراد اختطفوا عددا من عرب نينوى ردا على إيقاف أولئك الاكراد، لذا كان أمامنا مجموعة من الاكراد معتقلين في الموصل، ومجموعة من العرب أخذوا بالمثل“.

تقول سكاي أن “السفارة الاميركية كانت تصر على أن المتهمين بمحاولة اغتيال المحافظ ينبغي أن يحاكموا، بما يتطابق مع سيادة القانون“.

وتتابع “عندما أشرت بهذا إلى الاكراد، راحوا يتصايحون في وجهي “ليس هناك سيادة قانون في العراق“.

وتواصل سكاي “كان بارزاني كلما يلتفت إلى تلفزيونه، كانوا يظهرون على الشاشة مشاهد الدبابات الاميركية وطائرات اف 16، وكان يستشيط غضبا“.

طلب اوديرنو من سكاي إيجاد حل براغماتي للأزمة؛ واقعيا، كان يمكن حل الأمر بطريقة واحدة فقط، آلا وهي طريقة تبادل رهائن.

تقول سكاي “حاولت ترتيب صفقة لمبادلة المعتقلين الاكراد بالعرب، لكن لفعل هذا، كنت في حاجة إلى الحصول على دليل على أن الرهائن العرب كانوا ما زالوا احياء، فاضطررت للذهاب إلى كردستان بطائرة الجنرال، كان الطقس رهيبا جدا، والضباب كان كثيفا، والمطار مغلقا، ولم يكن الطيار يستطيع رؤية المدرج، إلا أن الاكراد كانوا مصممين على حضوري عندهم، ولقائي بهم، فتمكنا من الهبوط في المحاولة الثانية، كان الاكراد مندهشين من تمكني من الطيران بهذا الجو“.

أخذ الاكراد سكاي إلى بيت الضيافة الرئاسي، لكن قبل معالجة الوضع الأمني الحرج، قال مضيفوها أن موعد لقائها تغير، وطبعا بطريقة مجاملة.

تقول سكاي “جلبوا فتاة كردية شابة لتفتشني، كان شعري قصيرا وساقاي عاريتين، لكن وضعهم لطيفا جدا، إلا أنه غريب، ثم قالوا لي انهم يريدون أخذي إلى مول صغير، الناس يحبون مولاتهم“.

كان هذا الأمر ينطوي جزئيا على مكر؛ ففي الطريق، انحرفوا بسكاي للقاء عدد من عناصر الاسايش، المخابرات الكردية.

تقول سكاي “كانوا يحتجزون ثلاثة من العرب الرهائن، ورأيت أنهم أحياء وبوضع جيد، لذا اتصلت بنائب رئيس الوزراء، رافع العيساوي، واخبرته أن لدي دليل على أنهم احياء“.

وطارت سكاي إلى بغداد لأخذ العيساوي ومستشاره، جابر الجابري، ومن ثم طاروا جميعا عائدين إلى الموصل لعقد الصفقة.

كان هناك تطور آخر؛ فالاكراد الثلاثة المشتبه بهم بمحاولة اغتيال المحافظ اثيل النجيفي، كان يجب تقديمهم إلى المحكمة كي يتمكن القاضي العراقي من الإفراج عنهم رسميا.

وكان الاكراد يشكون في هذا الإجراء.

تقول سكاي “لذا جلسنا في المطار لعقد الصفقة، كان الاكراد ينشرون مخبريهم في كل مكان وكانوا يريدون بأي طريقة أخذ السجناء قبل عرضهم على القاضي ويأخذ منهم بطريقة ما، تعهدا بعدم تكرار الأمر“.

وتتابع سكاي “لذا اضطررنا إعطاء جابر كرهينة للاكراد، ولم يكن هو فرحا جدا بهذا الحال!”.

وتوجهت مروحيتان عسكريتان اميركيتان لأخذ المختطفين العرب، وكانوا 15 شخصا.

وتروي سكاي “لم يكن الجانب الكردي المفاوض يدع المختطفين العرب يصعدون إلى المروحيتين حتى يعود الاكراد من القاضي. وطوال هذا الوقت كانوا يقولون، سنلغي الصفقة، سنلغي الصفقة، واستمر هذا الحال لمدة أربع أو خمس ساعات، كان الأمر متعبا بشكل لا يصدّق، كانت الموبايلات مقرفة، ترن، ثم تسكت، ترن ثم تسكت“.

وبنهاية المطاف، أطلق سراح الاكراد والعرب.

وتقول مستشارة اوديرنو “عانقهم العيساوي وأعطى كل منهم بعض المال، لم يكن لدى العرب أية فكرة عن سبب اعتقالهم، ثم عقدنا مؤتمرا صحفيا تحدث فيه العيساوي عن المصالحة الوطنية، وفي الطريق إلى بغداد كان يقول كم هو عظيم أن يقوم المرء بفعل شيء يجعل جميع الاطراف سعداء