Header Ad

التصنيفات

سخط في ليبيا لهدم الأضرحة

خالد المهير-طرابلس

لم تتوقف حتى الآن صيحات التنديد والإدانة لهدم الأضرحة الصوفية ونبش القبور في عدة مدن ليبية هذا الأسبوع وأبرز ذلك هدم وحرق مقام الداعية عبد السلام الأسمر بمدينة زليتن، الذي توفي قبل 500 عام.

رئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف استنكر ما سماه “الأعمال الإجرامية” التي تمثلت في نسف وتفجير الأضرحة، مؤكدا أنها أعمال خارجة عن القانون وتمس سيادة الدولة الليبية، ومتوعدا كل من خطط وشارك وتستر على هذه الجرائم بالحساب. كما دانتها دار الإفتاء الليبية بشدة.

وفي مقابلة مع الجزيرة نت حذر عمر مولود عبد الحميد الأمين العام لرابطة علماء ليبيا التي تضم ما يقارب 400 عالم دين من تداعيات تلك الأعمال على الوضع الأمني بليبيا، مشيرا إلى أنها “جريمة قانونية وشرعية”.

إصلاح لا إفساد


وحمل أصحاب الفتاوى الصادرة من الخارج مسؤولية إراقة الدماء في ليبيا حاليا، مشيرا إلى أن واجب الأشقاء التوجيه للإصلاح وليس الإفساد.

وقال إنه لديه وثائق تثبت أن من يقومون بهدم الأضرحة تلقوا فتاوى صريحة من الخارج بضرب وتدمير الأضرحة، داعيا البلد الذي تصدر منه هذه الفتاوى إلى احترام مشاعر الأخوة “لا دعم الاضطرابات”.

واعتبر أن ما تم القيام به “سيقود إلى منزلق أمني إذا لم تسارع الدولة الليبية إلى القيام بدورها”. 

وقد وصف العالم الليبي أعمال الهدم بأنها “يندى لها الجبين” ومخالفة لشرع الله.

منارات ثقافية


ودافع عضو نفس الرابطة محمد العجيل عن الزوايا الدينية والأضرحة بوصفها “منارات ثقافية وفكرية أسهمت في نشر الوعي الديني والأخلاقي”، وقال إن الفائز الأول في مسابقة الجزائر لحفظ القرآن الكريم لهذا العام، وهو الطالب عبد الله محمد أشميلة، خريج الزاوية الأسمرية، التي أحرقت فصول تحفيظ القرآن بها خلال العملية.

وقال العجيل للجزيرة نت إن الشيخ الشعاب الذي هدم مقامه في طرابلس توفي عام 234 هـ وإنه جاء إلى ليبيا ضمن الفتح الإسلامي، ويضيف أنه “عند هدم ضريحه كأننا نطمس تاريخه الإسلامي العظيم”.

ويعتقد أن أعمال الهدم تزامنت مع انعقاد أولى جلسات المؤتمر الوطني “لأنهم يريدون لليبيا أن تتحول إلى صومال وأفغانستان جديدة”.

واستغرب العجيل وجود قوات اللجنة الأمنية العليا والإسناد الأمني عند هدم الضريح بداية الأسبوع، محذرا من فتنة كبيرة بالبلاد “لا يعلم مداها إلا الله”.

 ورأى  أستاذ اللغة العربية والعلوم الشرعية شعبان العبيد أن المستفيد الأول من هدم الأضرحة “هم من يعبدونها”.

وبحسب العبيدي فإنه عند تفجير ضريح زهير بن قيس في مدينة درنة بشرق ليبيا الشهر الماضي “ازداد المجتمع تمسكا به، وهذه من الأخطاء التي ترتكب بحماقة”، مفترضا أنه “لو كان هناك إجماع على هدم الأضرحة -وهو ليس كذلك- كان يجب أن تقوم بالمهمة الدولة”. وقال صراحة إن من يقومون بالهدم يحاربون الحجر ولا يحاربون الفكر.

واتهم الدولة الليبية الجديدة بالخوف والتقصير، وقال إن ليبيا في طريقها إلى فتنة إذا لم تتدخل الدولة بقوة القانون.

وأكد أن الشريعة الإسلامية تحرم “حتى المساس بقبور النصارى” قائلا إن الصحابة شاهدوا قبور المجوس في أفغانستان ولم يحطموها وتساءل “هل هؤلاء أشد غيرة من صحابة رسول الله عليه وسلم وأكثر فقها منهم؟”.

كما حذر الداعية الإسلامي خالد الورشفاني في حديث مع الجزيرة نت من حرب أهلية قد تندلع على خلفية هدم الأضرحة، وعبر عن شكوك لديه بوجود “أصابع خفية” لا تريد الاستقرار لليبيا.