Header Ad

التصنيفات

[شبكة النبأ] ‫محرقة معركة دمشق .. كارثة تخفيها المعارضة …..‬

نارام سرجون

لايوجد عاقل في الدنيا يزج بمحاربيه الشباب الى تلك المحرقة التي زج بها المعارضون باولئك الشباب في محرقة دمشق

..ولايوجد قائد حريص على جنوده لايفكر بأن يجنبهم الموت الرخيص المجاني والسريع .. أقول ذلك وقد وصلتني تعليقات بعض المراقبين الغربيين على ماسمي معركة تحرير دمشق والتي وصفها جميع المراقبين على الاطلاق بأنها أكثر عملية متهورة وحمقاء وانتهت بكارثة بشرية حقيقية .. وقد أرسل لي زميل عزيز بتقرير وقراءة لأحد رجال المخابرات البريطانيين السابقين ( د آي باركر) الذي غطى بعض نشاطات الجهاز السرية في الشرق الأوسط في التسعينات بقوله بالحرف معلقا على نتائج معركة دمشق: ياالهي .. هل ماحدث كان معركة أم حقل انتحار جماعي لجماعة تؤمن بالانتحار؟؟

لاتريد المعارضة حتى الآن اطلاع جمهورها على الكارثة التي تعرض لها مقاتلو معركة دمشق وربما اكتفت الدولة بالاشارة الى حجم الخسائر الفادحة وببعض المشاهد السريعة .. لكن حقيقة الأمر هو أن آلاف المقاتلين تعرضوا الى أقسى معركة غير متكافئة على الاطلاق زجهم بها قادتهم كما لو كانوا قرابين رخيصة بلا ثمن من أجل لعبة اعلامية واستعراضات تلفزيونية .. كما يلقي المقامر بأمواله وهو منتش باللعب .. لكنها كانت لعبة الموت.. ولو نظرنا الى ماحدث لوجدنا أن رجال الكوماندوس السوريين فتكوا بالمسلحين بسرعة غريبة في عملية تشبه عملية ابادة شاملة .. ولايزال الكثيرون لايصدقون كيف أن قرابة 3000 مقاتل يماثلون عدد مقاتلي حزب الله الذين واجهوا 30 ألف جندي اسرائيلي لمدة ثلاثة وثلاثين يوما .. كيف أن هؤلاء المقاتلين في دمشق لم يصمدوا الا 72 ساعة مقارنة مع نفس العدد لمقاتلي حزب الله الذين صمدوا وبخسائر قليلة 33 يوما .. حيث تمت عملية ابادة المقاتلين في شوارع دمشق عن بكرة أبيهم بشكل مثير للدهشة في معظم الأحياء .. فيما استسلم بضع مئات آخرين في سرعة قياسية في البساتين المحيطة تجنبا لهول المعركة التي عصفت بهم كالاعصار ..وتشكل هذه الأرقام مايقارب 25-30% من قوة المقاتلين على الأراضي السورية..ما استدعى عملية تجنيد مباشرة من السعودية وجمع للتبرعات للتعويض عن الدمار الذي تعرض له جسم المعارضة المسلحة..

المسلحون الذين دفعت بهم المعارضة وأبيدوا عن بكرة أبيهم في محرقة دمشق دمهم في رقبة المعارضة وليس في رقبة النظام الذي ليس من المتوقع أن يرحمهم وقد كانوا واضحين في استهدافهم لقلب نظام الحكم وقتل الدولة السورية .. المعارضة يجب أن تتعرض للوم والتأنيب الشديد لأنها وكما وصل من مصادر عديدة لم تسمع لنصائح كثيرين ممن يعرفون بواطن الامور ..فبعض المعارضين قدموا نصائح مخلصة بتجنب هذه المعركة دون غطاء الناتو لما يعرفونه من بأس النظام اذا ماتعرض للاستفزاز في دمشق ولما يعرفون من استعداد الدولة السورية لأية مفاجآت في دمشق ..

التباهي بالنصر السريع دون التفكر ودون النظر الى امكانات هؤلاء المسلحين أمام أفضل فرق الكوماندوس في المنطقة التي تخشاها فرق الكوماندوز الاسرائيلية نفسها يجب ان تحاسب عليه المعارضة فردا فردا ان كان هناك من يحاسبها لان مافعلته هو تقديم ذبائح وأضاحي مجانية .. ولكن المعارضة لايحاسبها أحد سوى المخابرات التركية والامريكية والاسرائيلية .. وهؤلاء لايهمهم تضحيات المسلحين طالما أنهم لعبوا الورقة في تلك المقامرة التي كان من الممكن نجاحها في حال تفكك الجيش السوري اثر غياب قادته الكبار بعد عملية تفجير دمشق..

لم تنجح المقامرة ولم يخسر التركي ولاالأمريكي ولا الاسرائيلي أي جندي .. وماخسروه هو 3000 مقاتل عربي وسوري .. دمهم ومالهم عربي .. بينما يتمدد رجال المخابرات ورجال المارينز ولواء غولاني في مصايف البحر المتوسط وآلاف المقاتلين يموتون في خطة سخيفة لاحتلال معقل من معاقل الشرق محاط بأعتى رجال الكوماندوز والقوات الخاصة .. هؤلاء السادة الأتراك والامريكيون والاسرائيليون لايعنيهم الثمن الذي دفعته المعارضة طالما أنه أزعج الأسد قليلا..

ومايدل على غيبوبة المعارضة السورية ان الاستخبارات الغربية تمكنت بعد عملية في منتهى التعقيد من توجيه ضربة للقيادة العسكرية السورية باغتيال كوادر هامة .. ولم تكن المعارضة السورية سوى كومبارس وكاراكوز فبالرغم من ادعائها للعملية فانها عجزت عن تسمية “البطل” الذي جندته انتحاريا كما تدعي للدعاء له ولأهله كما اعتدنا في العمليات الاستشهادية .. ولاتزال عاجزة عن سرد رواية واحدة متطابقة عن آلية التنفيذ وان كانت عن بعد أم بقنبلة موقوتة وعجزت عن اعطاء أي تفصيل لأن المنفذ لم يطلعها على العملية بل طلب منها التجهز لمعركة دمشق للانتحار .. ففعلت كالعمياء.. ..

في تفاصيل ماوصل فان النصائح التي أسداها البعض للمعارضة أن معركة دمشق لاتخاض بهذه الطريقة لان النظام محتاط جدا لمعركة دمشق ولمعركة حلب .. ولايكاد يخلو شارع فيهما من وجود أماكن فيها مفارز وحدات خاصة مدنية مخفية داخل الابنية وهذا مايفسر كيف أن المسلحين وجدوا أنفسهم في دمشق فجأة بين نارين .. نار الكوماندوس المقتحم للأحياء التي تمترس فيها المسلحون ونار وحدات سرية فتاكة مندسة تضربهم من الخلف..خاصة أن جزءا كبيرا من نقاط وخطط التحرك كانت بيد المخابرات السورية التي تعتمد بشكل كبير على المندسين التابعين لها فتعرض المسلحون لأبشع عملية ابادة وأسرع استئصال ..

والسؤال الذي أفرزته معركة دمشق تلقفته المعاهد العسكرية للتعامل معه للاستفادة منه فهذه أول مرة تجري تجربة فريدة من نوعها في أن تتمكن وحدات كوماندوس من الفتك ب 3000 مقاتل متواجدين بكثافة في بعض الأحياء في فترة زمنية قياسية … فالاجهاز على 3000 مقاتل في حرب مدن وشوارع خلال 72 ساعة عمل فذ عسكريا واستخباراتيا ودرس تحاول الآن المدارس العسكرية تفسيره للاطلاع على هذه التجربة التي لاتزال أسرارها تحتفظ بها القيادة السورية لنفسها .. فتقديرات المدارس العسكرية الكلاسيكية لهذا النوع من المعارك أنها مكلفة للغاية وتستغرق على الأقل 60 يوما وتحتاج الى 20 الف رجل كوماندوز لانجازها مع احتمال خسارة 10% من قوة الكوماندوز المقتحمة (معركة الفلوجة التي قام بها الأمريكيون مثال على ذلك رغم أنها لم تكن عملية كوماندوز صرفة بل ابادة شاملة وحرق للأرض)..

وقد تستغربون أن أكثر جهاز مخابرات يريد معرفة التكتيك الذي اتبعه الكوماندوز السوري هو الجانب الاسرائيلي – كما لفت الجنرال الفرنسي المتقاعد هيرفيه ديريكامييه – الذي وجد ان معرفة التكتيك قد ت.