Header Ad

التصنيفات

هكذا خطط أوباما وأردوغان سراً لما يحدث في العالم العربي..وصولاً لإيران!

إنها استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما التي عنوانها “الحرب الناعمة” أو أستراتيجية نشر الحرائق ثم احتوائها من جديد” والحقيقة هي تأسيس نظرية جديدة للحفاظ على المصالح الأميركية وليست بالضرورة من خلال تحريك الجيوش، ونقل المعدات، وتفريغ الخزائن، أنها نظرية أوباما لصالح الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، والتي سيعتبر الرئيس أوباما مؤسسها بامتياز، وتهدف الى إيقاف النظريات القديمة التي كان يعتمد عليها “الحزب الديمقراطي” والتي جعلته دوماً في موقع الضعيف والتابع الى نظريات وإستراتيجيات وقرارات الحزب الجمهوري، لا بل شريكا في الحروب والغزوات على الرغم من اعتراضاته،

حتى بات الرأي العام العالمي يقول بأن الحزب الديمقراطي ماهو إلا نسخة للحزب الجمهوري مع بعض التحسينات، أي أنهما “وجهان لعملة واحدة” وهذا بحد ذاته أصبح خطراً على الولايات المتحدة من وجهة نظر المخططين والاستراتيجيين الأميركيين، ونتيجة هذا الوضع المضطرب تعالت أصوات التشدد، مقابل أصوات اليسار في داخل الولايات المتحدة، حتمت على الرئيس أوباما البحث عن حلول للداخل الأميركي تكون مرتبطة بالخارج الأميركي “السياسات الخارجية” ولا تشكل خطراً على الأقتصاد الداخلي.

فالحزب الجمهوري وكما هو معرف يؤمن بالقوة العسكرية، والحروب، والغزوات، والخطف، والعزل، والعمليات الخاصة في ميادين الخصوم، والتي كبدت الولايات المتحدة خسائر بشرية وأقتصادية وسياسية ودبلوماسية، وحتى تاريخية، فالتاريخ الأميركي مليء بالمجازر والعمليات الوحشية والقذرة، ناهيك عن الفضائح المعلنة وغير المعلنة، وبالتالي أصبحت نظريات الحزب الجهوري خطراً على مستقبل أميركا والشعب الأميركي، خصوصاً مع الثورة التكنلوجية التي جعلت العالم قرية واحدة، أو ربما شارع واحد بات من الصعب التغطية على النظريات الأميركية الجمهورية التي تعتمد على الخداع والكذب والمراوغة وعلى التضليل، فجاء غزو العراق فضيحة مدوية للولايات المتحدة التي غزت العراق من خلال سيناريو من الأكاذيب وشهود الزور، فبات لزاماً على الولايات المتحدة البحث عن نظريات جديدة قبل أن تفقد العالم رويداً رويداً، وقبل أن يتحول المواطن الأميركي بنظر شعوب العالم ما هو إلا كاذب وقاتل ومتوحش، وبالفعل قد دب هذا الأحساس في العراق وأفغانستان و أوربا والصين و في دول الشرق الأوسط، أي أن الكراهية للولايات المتحدة وللأنسان الأميركي باتت تتصاعد، فأصبح كل أميركي هو جورج بوش، ورامسفيلد، وكوندليزا رايس..الخ وعلى الأقل من وجهة نظر الطبقات الفقيرة والمتوسطة والمضطهدة بسبب السياسات الأميركية.

التحالف السري بين “أوباما” وبعض المنظمات غير الحكومية!

فجاءت نظرية الرئيس الديمقراطي باراك أوباما التي تعتمد على الإنقلابات الناعمة، وعلى تثوير الجماهير المضطهدة ضد الطغاة والحكام المتكلسين والفاسدين والشموليين، أي نشر الحروب بدون قتال، ومن خلال أستعمال التكنلوجيا الحديثة، وبالتالي لم يعتمد الرئيس أوباما على أستشارات المعاهد الكلاسيكية الرسمية في وزارة الدفاع، والخارجية، ووكالة المخابرات “سي أي أيه” ولهذا تفاجأت هذه الجهات مما يحصل في العالم العربي، وكذلك لم يمر الرئيس أوباما بنطريته تلك على الكونغرس المليء بمزايدات الجمهوريين، بل راح الرئيس أوباما فعقد “حلفا أستراتيجيا مع الشركات الأميركية الكبرى من جهة، ومع بعض المراكز والمعاهد البحثية والسياسية المهمة ـ غير الحكومية ـ في الولايات المتحدة من جهة أخرى، فوفر المال من هذه الشركات لدعم تلك المعاهد والمراكز لتسارع بإستخدام التكنلوجيا والإعلام والجواسيس غير المحترقين ليكونوا مفتاح ثورات التغيير، مقابل التعهد بفتح أسواق جديدة لهذه الشركات، ويكون الرئيس أوباما بمثابة رئيس مجلس الأدارة، أو رئيس غرفة العمليات “، وكان على رأس هذه المراكز والمعاهد مركز أبحاث “راند”، والمؤسسة القومية للديمقراطية ومنظمة “الأعمال من أجل العمل” والتي أنشأت عام 2005 وضخت لها الشركات ورجال الأعمال مليارات الدولارات، وجميعها منظمات غير حكومية، وهي تعمل داخل نسيج الشعوب في الشرق الأوسط، وأن من أعظم المشاركين في هذه المنظمات أو الداعمين لها هم وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، ووزير الدفاع السابق وليم كوهين، ووزير الدفاع السابق كارلوشي، والجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، والسفير الأميركي في كابول وبغداد سابقا زلماي خليل زاد، ووزير الخارجية السابق كولن باول، ووين فيبر رئيس فريق السياسة الاميركية للإصلاح العربي، وغيرها، ولقد أعتمدوا على عناصر منتخبة من الشباب العربي الذين أخذوا بعض التدريبات السرية، وبالتنسيق مع منظمات غير حكومية في أوربا، وعلى شخصيات عربية تتكون من إعلاميين، وكتاب، وصحفيين، ورجال أعمال، ودبلوماسيين سابقيين وحاليين، وساسة سابقين وحاليين، ورجال دين، وغيرهم فمنهم من يعمل داخل هذه المنظمات وفروعها في المنطقة، ومنهم من يعمل داخل نسيج الشعوب العربية، والقسم الآخر يعمل في مقر هذه المنظمات في الولايات المتحدة وأوربا، فهذه هي الأذرع السرية لتحريك الجماهير العربية من خلال وسائل التكنلوجيا،وفي الأرض هناك الدعم التركي السري لها، ونشاط السي أي أيه والمخابرات الغربية،ناهيك عن الدعم الإسرائيلي الصامت والذي أشترط سلفا بتهدئة الجبهة الفلسطينية، وشرط عدم قيام مظاهرات ضد إسرائيل، وكان لها ما طلبت بتوسط سري من تركيا التي طلبت من سوريا مساعدتها في ذلك أيضاً.

كيف أسس أوباما غرفة عمليات “الحرب الناعمة” بأدوات تكنولوجية؟

وللعلم لم يباشر الرئيس أوباما ومجموعة الخبراء المرافقين له بتنفيذ هذه الإستراتجية دفعة واحدة، بل جعلها على مراحل لكي لا يتم أكتشافها وتتسرب أو تفشل، ومن ثم لضمان نجاحها وبدون خسائر، ولهذا شرع الرئيس أوباما الى تعيين أول منسق لأمن الإنترنيت وهو “هاوارد شميدت” وهو مسؤول تنفيذي في قطاع التقنية، ولديه خبرة في العمل الحكومي حيث عمل مستشارا لأمن الإنترنت في إدارة بوش ولديه أيضا خبرة في المجال العسكري وتطبيق القانون، ويشغل السيد شميدت منصب المسؤول التنفيذي الأول في منتدى الأمن المعلوماتي، وهي رابطة تجارية تهتم بأمن نظم الكومبيوتر وغير ربحية وتتخذ من لندن مقرا لها.

وقد عمل مسؤولا أول لأمن المعلومات في “إي باي”، ومسؤولاً أولاً للأمن في “مايكروسوفت”.

وخلال رئاسة بوش شغل منصب نائب رئيس مجلس حماية البنية التحتية الهامة التابع للرئيس، ومستشاراً خاصاً لأمن الفضاء المعلوماتي، وخدم شميدت أيضا في القوات الجوية والبرية في مهام خاصة بأمن نظم الكومبيوتر، وترأس فريقاً شرعياً خاصاً بأجهزة الكومبيوتر لصالح مكتب التحقيقات الفيدرالي داخل مركز استخبارات الأدوية القومي، ولقد قال البيت الأبيض قبل تعيين شميدت إنه سوف يستحدث منصب منسق أمن الإنترنت للتنسيق بين الجهود المختلفة في البلاد لـ”ردع ومنع ورصد والدفاع ضد” أي هجمات عبر الإنترنت، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2009، اجتمع البيت الأبيض مع وفد روسي يضم مسؤولين في أمن الإنترنت في محاولة للتعاون في قضايا دولية خاصة بتطبيق قانون، وثمة اختلاف هام بين منحى إدارة أوباما إزاء أمن الإنترنت والنهج الذي اتبعته الإدارة السابقة وهو مرتبط بدرجة السرية الخاصة بقضايا السياسات والاستراتيجيات، وفي ذلك الوقت لم يوضح أوباما كيف سيتعامل مع الحرب الدائرة بين البنتاغون وهيئة الأمن القومي ووزارة الأمن الداخلي وغيرها من الهيئات إزاء طريقة سير عمليات الإنترنت الهجومية والدفاعية، ولكن عندما تعين شميدت تبلغ بأن يرفع تقاريره إلى مجلس الأمن القومي فقط، دون المجلس الاقتصادي القومي كما كان مخططاً من قبل، ولقد عين شميدت بعد مرور نحو سبعة أشهر على تحذيرات أكدت تعرض النظم المصرفية ونظم الاتصالات والطاقة لهجمات عبر الإنترنت راح البيت الأبيض للتفكير يتعيين شخصية مرموقة في العلوم التقنية والأمنية ليكون عنصرا جديدة في غرفة العمليات العالمية في البيت الأبيض، وأن هذا التعيين لم يكن مباغتا بل هناك إعلان الرئيس أوباما في 29 مايو/أيار 2009 عن قرار إدارته باستحداث منصب منسق لأمن الإنترنت، وصف الرئيس كيف أنه خلال حملته الرئاسية تمكن المتطفلون عبر الإنترنت “من الوصول إلى رسائل عبر البريد الإلكتروني ومجموعة من الملفات الخاصة بالحملة منها أوراق عن مواقف سياسية وخطط سفر”.

وأضاف “كان ذلك تذكيرا قويا بأنه في العصر المعلوماتي الحالي يمكن أن تصبح إحدى نقاط القوة الهامة – في حالتنا – قدرتنا على التواصل مع مساحة كبيرة من المناصرين عبر الإنترنت – من نقاط الضعف الخطيرة” هذا ماجاء في صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 23 ديسمبر/كانون لاأول 2009.

وكانت هذه الخطوة الأولى لتأسيس غرفة عمليات “الحروب الناعمة وعبر الانترنت”، وبعد أكتمال الإستعدادات راح الرئيس أوباما ولكي لا يتهم بأنه يُخطط لأمر ما، راح فكتب مذكرته التي أحتوت تعليماته في اغسطس /آب 2010، وعممها الى الوكالات الحكومية طالباً منها الاستعداد لتغيير مقبل في دول عربية، على حد وصف مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى.

وكشف الصحافي في “واشنطن بوست” دايفيد اغناتيوس، في 5 آذار 2011 عن جزء من النص الذي تضمنته هذه الوثيقة، وقال ان اوباما ذكر فيها وجود “ادلة على تنامي استياء المواطنين من انظمتهم” في منطقة الشرق الاوسط، وقال اوباما للوكالات الحكومية ان “المنطقة تدخل مرحلة دقيقة من التغيير”، وان عليهم “ادارة المخاطر الناجمة عن التغيير بالاظهار لشعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا محاسن التغيير التدريجي، ولكن الحقيقي، الناتج عن انفتاح سياسي اكبر والتحسن في شؤون الحكم” وأكدت المصادر الأميركية أن الرئيس اوباما سبق ان حذر الرئيسين بن علي ومبارك من مخاطر الاستمرار في نهجيهما في الحكم، ودعاهما الى الانفتاح والبدء باصلاحات فورية تنتقل ببلديهما الى ديموقراطية حقيقية، الا ان الرئيسين العربيين استخفا بنصائح الادارة الاميركية، وحتى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد قالتها ومن قلب الخليج، وعندما كانت تحضر ورش الحوار هناك، أي قبل أقل من شهرين بأن هناك تحولات في المنطقة، وننصح القادة العرب بالتوجه فورا الى الإصلاح، ومن يتأخر سوف يخسر، وهو تأكيد على ماتقدم.

إيران تخسر أوراقها لصالح أنقرة التي تحالفت مع واشنطن!

ولكن هناك نقطة مهمة يجب المرور عليها، وهي أن الرئيس أوباما وفريقه الذي ربما أغلب وجوهه سرية لم يغفلوا عن “إيران” وعلى مايبدو كان الرئيس أوباما أشطر بكثير من الرئيس بوش الذي سمح لإيران بالتدخل في العراق وأفغانستان، ونجحت فيما بعد بتطويق الولايات المتحدة، وعندما جاء سقوط نظام طالبان ونظام صدام بمثابة الهدية الأميركية و على طبق من ذهب لإيران وحدها، لهذا كان أوباما حذرا، فراح فأعطى الإيعاز الى “وحدات الإنترنيت والتقنية” في وزارة الدفاع الأميركية لتجريب “الحرب الإلكترونية” وعن بعد، فباشروا بحربهم ضد المنشآت النووية من خلال الفيروس الإلكتروني المعروف باسم “ستكسنيت”، ويعد ستكسنيت ـ الذي اكتشف في شهر يونيو/ حزيران 2010 ـ أول فيروس يستهدف منظومات التحكم التابعة للمنشآت النووية، وكان خبراء المعلومات والحواسيب قد أعربوا عن اعتقادهم بأن منظومة التحكم قد تؤدي ـ إذا أصيبت بالفيروس المذكور ـ إلى دوران الآليات الموصولة بها دون توقف وبسرعة مفرطة، وأظهر البحث الذي أجرته شركات الأمن المعلوماتي أن 60 في المئة من الآجهزة المصابة بسكسنيت توجد في إيران،وجاء في تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية نشر في سبتمبر/ أيلول 2010 أن إيران فصلت 160 جهاز طرد مركزي عن شبكة التحكم خلال بضعة أشهر، دون أن تشرح الأسباب.

وبعد النجاح في الغزوة الأميركية الإلكترونية اطمأن الرئيس أوباما بأن إيران لا تشكل خطر على المستوى الإستراتيجي وعلى الأقل في السنتين القادمتين، ولن تستطيع استغلال المظاهرات والاحتجاجات التي تنادي بالتغيير وتباشر بالتمدد في الوطن العربي، بعد أن فرض عليها طوقا من الحصار الأقتصادي الذي أنهكها من الداخل، فحتى عندما لجأت إيران للتدخل في مصر راحت واشنطن وشريكتها في هذه الإستراتيجية وهي “تركيا” لمنع إيران من التدخل في الشأن المصري، وحتى عندما حاولت طهران التحرش عبر أرسال سفينتين بحريتين عبرتا قناة السويس ووصلتا الى سوريا أمرت واشنطن إسرائيل بضبط النفس، وأوعزت للمجلس العسكري في القاهرة أن يسمح بمرورهما ودون ضجة لكي لا تعطى لإيران فرصة أشعال حرب واسعة هناك، وبالفعل نجحت الإستراتيجية الأميركية والتي جاءت بنصيحة تركية،فعادت إيران فجربت تفجير الورقة البحرينية، ولكن الإيعاز الأميركي جاء سريعا لتطبيق خطة “مارشال” الخليجية لمساعدة البحرين وسلطنة عُمان، وهما الدولتان المحاذيتان لإيران.

فتركيا لعبت دوراً خفياً ولا زالت في إنجاح وتحريك الجماهير سراً، وبالتنسيق بين غرفة عمليات أردوغان في أنقرة، مع غرفة عمليات أوباما في واشنطن، وهذا سر المكالمات المستمرة بين أوباما وأردوغان وحول جميع الملفات في المنطقة، فبعد أن نجحت تركيا في كسب الشارع العربي والإسلامي من خلال مواقف رئيس الوزراء أردوغان مع إسرائيل، والتي هي مواقف متفق عليها سلفاً ولها علاقة مباشرة بما يحدث، راحت تركيا فوقعت أتفاقيات وبالجملة مع الدول العربية كافة، وسمحت أغلبها بدخول الأتراك من دون تأشيرة “فيزا” وهنا كان التدخل التركي الحميد من وجهة نظر الأنظمة العربية، ولكنه كان تدخلا أستخباريا وبرعاية المخابرات التركية وبدعم من وكالة المخابرات الأميركية “سي أي أيه” وخدمة للشراكة الإستراتجية بين أردوغان وأوباما من جهة، وبين واشنطن وأنقرة من جهة أخرى، ولقد دعمت واشنطن أردوغان في مقابل ذلك، وعندما تم تعزيز موقفه وموقف حزبه في الداخل التركي، وعندما منعت حزب العمال التركي من أستغلال الظروف، وأمرت أكراد العراق بالتحالف مع أنقرة وعدم دعم حزب العمال التركي، وكذلك منعت العسكر من ردات الفعل وعلى الرغم من حملات التشويه والأعتقالات التي يقوم بها أردوغان بين صفوف قادة الجيش التركي، وأخرها الحملات ضد الصحفيين، وسوف تكافىء أنقرة من قبل واشنطن كثيرا وكثيرا هذه المرة وستكون أول مكافأة لها في العراق بعد التعديلات السياسية المتوقعة، فتركيا ندمت لأنها لم تشارك في الأئتلاف الأميركي ضد أفغانستان والعراق وعندما خسرت الكثير، ولكنها راحت فأصبحت الحليف الأول لواشنطن في “الحرب الناعمة” الجارية في الوطن العربي الآن، وسوف تكون تركيا الأب الروحي للأنظمة الجديدة في المنطقة العربية وبمقدمتها مصر وتونس، وكذلك قريبا في اليمن وغيرها،وهنا خسرت إيران كثيرا، وسوف تخسر أكثر خصوصا عندما سيكون النفط الليبي من حصة أوربا والولايات المتحدة، وهنا لم يعد هناك خوفا على إمداد الطاقة نحو أوربا لأن هناك النفط السعودي والليبي والعراقي وحتى النفط النرويجي الساند،وهذا يعني لن تلجأ أوربا الى نفط روسيا وإيران مثلما توقعت إيران وروسيا، وبالتالي سيضيق الخناق كثيرا على إيران قريبا لأن الدول الأوربية سوف تتحرر من إبتزاز إيران بالنفط الإيراني، لأن النفط الليبي سوف يعوضها وهناك ضخ متصاعد من قبل السعودية وبعض الدول، وهذا يعني أن الخناق قد بدأ يضيق على إيران كثيرا،وربما ستلجأ الى مبادرات تسوية أو الى مغامرات غير محسوبه في العراق والبحرين، فحتى العراق لم يدم طويلا تحت الهيمنة الإيرانية فهناك سبيناريوهات أميركية لإبعاد أصدقاء إيران عن صدارة الحكم في العراق لصالح قوى متشددة مع طهران، ومتحالفة مع واشنطن ومتقاربة مع تركيا ومصر الجديدة.

فإيران في طريقها الى الانكفاء الإجباري بسبب الحصار الاقتصادي، والعزل السياسي، وكذلك بسبب رؤى الأنظمة الجديدة في المنطقة بعد الإصلاح والتغيير، لهذا ستُجبر نحو الإنكفاء الداخلي مثلما أجبر نظام صدام حسين بعد تنفيذ قرارات الحصار الأقتصادي، وهنا ستدخل إيران أمام تحديات داخلية لن يصمد أمامها النظام الحاكم، وبالتالي ستضطر لرفع يدها عن المنظمات والأحزاب التابعة لها في المنطقة، وسيقود ذلك الى تقهقر المشروع “القومي الإيراني” ولن نستبعد ستخسر إيران الهيمنة على مضيق “هرمز” لصالح واشنطن والأوربيين في المدى المتوسط!