Header Ad

التصنيفات

الأمريكان لهم كلمة عليا في مصر..

أكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أن أكثر ما كان في ذهن المجلس العسكري بعد الثورة والإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، كان منع التوريث. وقال الصحفي الكبير خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة “CBC”، إنه يرى أن الأمريكان أصبح لديهم كلمة عليا في البلاد بأكثر مما هو ضروري، وبأكثر مما هو صحي.
وتساءلت الإعلامية الحديدي عن مدى نجاح المجلس العسكري في هذه المهمة، وهو ما دفع هيكل للرد قائلاً: “دون ترتيب، المرة الثانية التي التقيت فيها طنطاوي كانت غريبة جداً بعد نتائج الانتخابات البرلمانية، وبدأ التيار الديني يأخذ الأغلبية الكبيرة، وكان معي الفريق سامي عنان، وكان في صالون وزارة الدفاع في الدور الأول، وحتى أنا في الأول لقيت “الركن إياه اللي إنتِ عارفاه ده والأعلام”. المشير قاعد يميني والفريق عنان شمالي وقلت له: سيادة الفريق ما تيجي جنب المشير بدلاً ما أنا كأني باتفرج على ماتش تنس، أنقل رأسي من هنا لهنا، وهو فعلاً مشكوراً استجاب، وطنطاوي وهو رجل طيب، قد واجه ما لم يكن يتصوره، ولم يكن يحتمله، ولم يكن مستعداً له على أي حال في يوم من الأيام، والظروف ظلمته، قال لي: إيه العمل يا أستاذ هيكل؟ قلت له أنا مش شايف إن فيه مشكلة كبيرة إذا كان الوضع فيه أغلبية للإخوان؟ ابعت استدعي الدكتور مرسي وكلفه بتشكيل الحكومة باعتباره رئيس حزب الأغلبية (كان ساعتها فيه برلمان).. خبط على إيده كده وقال لي: “أسلم البلد للإخوان.. أخشى التاريخ وأنا مسلم البلد للإخوان المسلمين؟”، قلت له: سيادة المشير، إنت
ماتسلمش البلد للإخوان المسلمين، إنت بتسلم البلد لمن انتخبه الناس، ومع ذلك أنت لن تسلم البلد لهم لأنك عندك قضيتين مهمين جداً؛ أنت هتسيب رئاسة الوزارة لأن فيه مجلس نواب اختار كده، ورئيس البرلمان يؤلف الوزارة ويواجه الأوضاع الموجودة ويقود، يبقى عندك أمران، باقي انتخابات الرئاسة وهي تحتاج إلى رويّة، ثم وضع الدستور، وأنا باقوله: “لسه قدامك الدستور ولسه الرئاسة” وأنا فاكر يومها بيقولي -ودي لفتت نظري جداً- “والدستور والرئاسة أعمل إيه في الضغط الدولي؟”، والمشير بيخبط بإيده، هو يشعر بضغوط حقيقية ولا يملك إلا أن يسير أو يمشي “يغادر”، فهو يومها حتى ماكنش حد قادر يقول هات رئيس الأغلبية، في ضغوط أجنبية فاعلة طبعاً جنب الشارع”.
وتابع هيكل: “ما أخافه مرات هو أننا نحاول أن نلبس الحقيقة صوت العقل بأثر رجعي، بمعنى أن الناس لما تتكلم وتتبادل الرأي، هذه ليست توجيهات ولا مؤامرات ولا أوامر، بمعنى أنك في موقف القوات المسلحة وأرجو أن تضعي ذلك في ذهنك، الأمريكان هم المصدر الوحيد للسلاح، والأمريكان أصبحت لهم كلمة عليا في هذا البلد بأكثر مما هو ضروري، وبأكثر مما هو صحي، لكن على أي حال هذه قضية ثانية، لكن لما يكون عندك حد مهم في واشنطن، بعثة عسكرية في واشنطن، وعندك الجنرال مولن، وعندك موقف في مصر ملتهب والأمريكان مهتمون لأنهم يعتبرون مصر هي البلد القاعدي في الشرق الأوسط، هو يتكلم معك وأنت لعجزك في تصورك تقبلي التفكير، وأنت لا أحد يفرض عليكِ إلا إذا كنتِ عاجزة أو غير قادرة على التفكير، أنت أمام موقف لم يستعد له أحد والمؤسسة العسكرية أقصى ما في ذهنها هو منع التوريث”.
وأوضح هيكل أسباب عدم إعجابه بما شاهده في جلسة الإعلان عن موعد الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد، خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، مؤكداً أن منظر قاعة المؤتمرات ذكره بالنظام السابق. وتابع: “إذا الرئيس أراد أن يعلن عن الدستور يذهب إلى ميدان التحرير، أنت حلفت أمامه اليمين أول مرة، خذ الدستور إليه”.
وقال: إن حصار المحكمة الدستورية العليا من قبل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، ومنع دخول أعضائها، هو انهيار لدولة القانون. وأوضح أنه تلقى مكالمة من المستشار حاتم بجاتو عضو المحكمة الدستورية العليا، والذي كان منفعلاً لأن المحكمة تحت الحصار، وسأل هيكل إن كان يرضى أن يدخل رئيس المحكمة الدستورية مقر المحكمة في عربة مصفحة!؟
وأشار هيكل إلى أن الإخوان ليسوا النازيين في ألمانيا، وأن الرئيس محمد مرسي، ليس هتلر، لكنه يربط حصار النازيين للبرلمان الألماني، وحرقه. مؤكداً أن المشاهد التي نراها تستدعى المقارنة.
وقال هيكل إن الثورة الحالية في تكنولوجيا الاتصالات، أعطتنا ولادة أمة على الهواء مباشرة.
وتطرق هيكل لمليونية القوى المدنية يوم الثلاثاء الماضي 29 نوفمبر، مؤكداً أنها وصلة لثورة ومستمرة، مشيراً إلى أن الشباب عمل شيئاً لا يخطر ببال أحد، فهم اظهروا وجه الثورة وأصبحوا أكثر قوة ووضوحاً وثورية. وقال: إن الرئيس مرسي كان عليه أن يقرأ الرسالة على الطريق للاتحادية، وأظن عليه قراءتها بعناية، وأكد أن الشرعية تسقط بالجرائم ولا تسقط بالأخطاء.
ورداً على تساؤل الإعلامية لميس الحديدي عن مخاوف الرئيس محمد مرسي التي دفعته إلى سرعة إعلان موعد الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد، قال هيكل إنه يرى أن مرسي يخشى ماضياً يعرفه جيداً، وقد تعب فيه بلا شك.
وتابع هيكل: “وهناك طرف آخر يخاف من مستقبل لا يريده، الشباب من ناحية لا يريد أن يرى صورة المستقبل كما بدت في الدستور، وواضعو الدستور أنفسهم قلقون جداً من أن يفشلوا في مهمتهم أو يجدوا مقاومة في مهمتهم فتعود بهم الأيام إلى الماضي. وبالتالي ناس قلقون من ذكريات الماضي، وآخرون قلقون من شكل المستقبل، هذا لا يبشر بأن تجلس لكي تخطط، المشهد التالي المهم في ديسمبر، كان يوم الاثنين، أنا تحدثت مع أحد قضاة المحكمة الدستورية وهو المستشار حاتم بجاتو، لم يرد لكنه اتصل بعد عدة دقائق وكان صوته ثائراً ومنفعلاً جداً وقالي إن المحكمة ما زالت تحت الحصار، سألته لماذا لم تدخلوا قال لي: هل ترضى أن يدخل رئيس المحكمة في سيارة مصفحة؟ هذا الذي عرضه البوليس، ورئيس المحكمة يحاول الاتصال بوزير الداخلية ولا يرد عليه، أنا في الحقيقة كنت أطلبه في شيء آخر، خاص بالتصويت في القاهرة في انتخابات الرئاسة، لأن موقف القاهرة يهمني. هي الكتلة التصويتية ودائماً أي عاصمة هي المعيار الحقيقي لما يجرى في البلد، سمعت غيره من أعضاء المحكمة وبدت لي الصورة رهيبة جداً ودون أن يقصد أحداً”.