Header Ad

التصنيفات

تسليح “الخليج” ستراتيجية أميركا الجديدة

ذكرت صحيفة واشنطن تايمز، ان تدفق الاسلحة الأميركية الى دول الخليج هو الاكبر حجما من أي وقت مضى، معتبرة ان ذلك يؤكد توجه الادارة الأميركية الحالية الى الاعتماد على حلفائها في المنطقة في أي حرب محتملة.

ورجحت ان تكون هذه الدول المسلحة أميركيا إما جزءا من خطة لحرب شاملة أو انها ستضطر لدخول المعركة اذا قامت ايران بهجمات مضادة. وكشفت الصحيفة الاميركية عن ان الاسلحة المباعة الى الخليج تتميز بانها ذات طابع هجومي، وتتفوق في بعض الحالات على تلك التي تمتلكها القوات العسكرية الأميركية، مشيرة الى أن من 56 مليار دولار اجمالي المبيعات الأميركية للدول النامية في العام 2011، فان 33 مليار دولار منه ذهبت الى السعودية. وبينت أن العرب السنة قلقون جدا من اجتياح الشيعة لشبه الجزيرة العربية، وان دول الخليج تقدم دعما غير معلن للإسرائيليين لمواجهة الشيعة.

وقال روان سكاربورو، الصحفي والكاتب الأميركي المعروف، في مقال نشرته صحيفة واشنطن تايمز، الاحد الماضي ان “تدفق السلاح الأميركي لحلفاء الولايات المتحدة في الخليج، والذي يعد الأكبر حجما من أي وقت مضى، يتحول على نحو متزايد الى الأسلحة الهجومية، في الوقت الذي يشير فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما الى أن استراتيجية الولايات المتحدة العسكرية سوف تعتمد بشكل كبير على القوة العسكرية لحلفائها في أي حرب مقبلة”.

واضاف ان “الحرب الوحيدة التي تلوح في الأفق بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى، هي مع ايران المجاورة”. ونقل سكاربورو في مقاله عن محللين، قولهم ان “دول الخليج يمكن ان تشارك في حملة جوية أميركية لضرب مواقع ايران النووية، لان مبيعات السلاح الأميركي تضمنت قنابل موجهة بالاقمار الصناعية، حيث ان من المرجح ان تكون هذه الدول المسلحة أميركيا، إما جزءا من خطة لحرب شاملة، أو انها ستضطر لدخول المعركة اذا قامت ايران بهجمات مضادة، كما هو متوقع”.

واستشهد بقول لكينيث كاتزمان، وهو محلل مختص في شؤون الشرق الأوسط يعمل لصالح دائرة أبحاث الكونغرس، والذي أكد ان “إيران ستنتقم من دول الخليج، أو على الأقل ستستهدف المنشآت والقواعد التي تستخدمها الولايات المتحدة في المنطقة”، واضاف ان ذلك “من شأنه جر دول الخليج في أي صراع يحدث، وأعتقد بأنهم رأوا من الأفضل أن يكونوا مستعدين”.

واشار الصحفي الأميركي في مقاله بواشنطن تايمز، الى أن “هناك تحشيدا عسكريا اميركيا في الخليج يتجسد بالمزيد من حاملات الطائرات، والطائرات الحربية وحاملات صواريخ توماهوك، والسفن الحربية الكاسحة للالغام، وطائرات الشبح F-22، والآلاف من القوات الأميركية المتمركزة في الكويت”.

وبحسب سكاربورو فإن “مجرد موافقة الرئيس جورج دبليو بوش، ومن ثم إدارة أوباما على سلسلة من مبيعات الأسلحة لبعض دول الخليج الغنية بالنفط لتعزيز قدراتها الهجومية، من شأنه أن يجعل إيران تفكر مليا قبل أن تقوم بأي هجوم”.

وأكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا هذا التحالف في 11 كانون الأول الماضي، عندما هبط بطائرته في الكويت أبرز حلفاء أميركا في الخليج، لإجراء المشاورات، كما تحدث لبعض قيادات القوات الأميركية المتمركزة هناك والتي يصل تعدادها لـ 13 الفا و500 جندي.

وقال بانيتا للصحفيين حينها “وجودنا في الكويت وجميع أنحاء الخليج يسهم في تعزيز قدرات الدول الشريكة، كما انه يشكل عامل ردع ضد العدوان، ويساعد على ضمان القدرة على الاستجابة لأي أزمة في المنطقة”. كما اشار بانيتا في قاعدة الكويت الجوية الى ان الولايات المتحدة لديها 50 الف جندي، وأسطول من السفن الحربية في المنطقة.

وبحسب دائرة الأبحاث في الكونغرس، كما نقل سكاربورو في مقاله ان “حجم مبيعات الأسلحة الأميركية للمملكة العربية السعودية كان استثنائيا، ويمثل حتى الآن، الجزء الأكبر من مبيعات الولايات المتحدة في العالم أو العالم النامي خلال العام 2011”.

وتابع “فمن 56 مليار دولار، إجمالي مبيعات الأسلحة الأميركية للدول النامية في العام 2011، فإن 33 مليار دولار أي أكثر من نصف إجمالي المبيعات كانت للمملكة العربية السعودية، كما شهدت مبيعات السلاح الأميركي زيادة كبيرة، فمن 14 مليار دولار في العام 2010 إلى 56 مليار دولار في العام 2011، وكان معظم تلك المبيعات إلى دول الخليج الغنية بالنفط”.

ولفت “بعض المعدات العسكرية الهجومية التي تم تسليمها لدول الخليج هي بمستوى أو قد تتفوق في بعض الحالات على تلك التي تمتلكها القوات العسكرية الأميركية”.

وبين الصحفي الأميركي ان “شركة لوكهيد مارتن باعت الى الإمارات العربية المتحدة طائرة من طراز F-16 (صقر الصحراء) المعروفة باسم (بلوك 60)، حيث تقوم الدولة بتمويل تكاليف تطويرها والبالغة 3 مليارات دولار”. ونوه الى ان “لصقور الصحراء رادارات جديدة، وقدرة عالية على اطلاق الصواريخ، ما يجعلها تهديدا هجوميا ضد إيران عبر مياه الخليج”.

وبشأن مخزون السعودية من الاسلحة الأميركية، ذكر سكاربورو، ان “المملكة العربية السعودية قامت أيضا بشراء أسلحة أكثر هجومية، حيث وقعت اتفاقا في العام الماضي لشراء 2000 مما يعرف بذخائر الهجوم المباشر المشترك، وهي منظومة خاصة تحول الصواريخ غير الموجهة الى صواريخ موجهة، واستخدمت على نطاق واسع من قبل القوات البحرية والقوات الجوية لتدمير الأهداف في العراق وأفغانستان”. وزاد “كما وقعت المملكة العربية السعودية صفقة لشراء 84 طائرة من طراز F-15SA وتحديث سربها الذي يتكون من 70 طائرة حربية”.

وعن طبيعة تلك الطائرات، تحدث الكاتب في مقاله بواشنطن تايمز “يمكن لطائرات الـ F-15 إطلاق مجموعة واسعة من الذخائر، بما في ذلك ذخائر الهجوم المباشر المشترك وصواريخ هاربون الموجهة عبر الأقمار الصناعية والقنابل المضادة للدبابات وغيرها”.

واكد ان “مثل هذه الأسلحة الهجومية تتزايد أهميتها لدى دول الخليج، نظرا لسعي اسرائيل الى ضرب منشآت إيران النووية في مقابل سعي الجمهورية الاسلامية لامتلاك أسلحة نووية”.

واستشهد الصحفي الأميركي المعروف، بتصريح أدلى به توماس مكينيرني، الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي، والذي يدعو الى القيام بعمل عسكري ضد طهران، أن “دول الخليج ترى أن إيران ذات الاغلبية الشيعية، أصبحت عامل زعزعة للاستقرار العام في منطقتهم”.

وأضاف مكينيرني بحسب سكاربورو “من الواضح أن العرب السنة قلقون جدا من اجتياح (الشيعة) لشبه الجزيرة العربية من لبنان الى سورية الى غزة، بتوجيهات من القيادة الإيرانية”. وأشار الى أن “مبيعات الطائرات المقاتلة الحديثة والأسلحة، هو من أجل مساعدتهم على مواجهة هذا التهديد”. ونوه الى ان “دول الخليج تقدم دعما غير معلن، إذ انها تدعم الإسرائيليين سرا للتصدي (للشيعة)”.