Header Ad

التصنيفات

الحصول على تسوية مع الإسرائيليين شرط السرية

كشفت وثيقة بريطانية أزيح عنها غطاء السرية قبل فترة بأن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حاول عام ١٩٥٥ على تسوية للقضية الفلسطينية مقابل ضم جزء من صحراء النقب الفلسطينية لمصر وإعطائه ممرا بريا يربطه بالأردن على أن لا تكون لإسرائيل أي نوع من السيطرة على هذا الممر ولم يرد أي ذكر من قبل جمال عبد الناصر للإنسحاب من أم الرشراش المصرية التي أحتلت من قبل الإسرائليين عام ١٩٤٩والتي كانت إستعادتها تفي بالمطلوب دون أي تنازلات.

وقد أشترط عبد الناصر السرية التامة من أجل الإستمرار في المفاوضات للوصول الى حل، مما يدل على أنه كانت هناك مفاوضات بين الجانبين لكنها متوقفة، ولا يستبعد أن جمال عبد الناصر كان يسير على خطى الملك فاروق في تلك التسوية التي كان يتم التفاوض عليها فمطالبه كانت شبيهة بمطالب الملك فاروق عام ١٩٤٧ والتي خدع فيها من قبل الحركة الصهيونية وأمريكيا وبريطانيا حين تم خلعه حين جاء تنفيذ ما له حسب الوعود والتي تتضمن تسليمه جزء من النقب ومدينة غزة والإعتراف به ملكا على مصر والسودان، إلا أن غزة أستثنت آنذاك ورفضت مصر إستلامها بعد أن أصبحت عبئا على من يسيطر عليها بعد توافد مئات ألوف اللاجئين إليها.

ووصفت الوثيقة حكم جمال عبد عبد الناصر عام ١٩٥٥بأنه كان متمكنا ومسيطرا على الحكم ولا توجد له أي معارضة واضحة، لكنه يفتقد القاعدة السياسية، وذكرت بأنه شخصية معتدلة وأن الذين معه من المعتدلين أيضا كزكريا محيي الدين والجنرال حكيم عامر وإلى حد ما جمال سالم، وأضافت أنه عنده الحلم بأن يحكم العرب وربما أفريقيا معها.

وذكرت الوثيقة التي تحمل الرقم PRO-FO 49386B-10-1-1956 بأن جمال عبد الناصر ليس ضد إستراتيجية الغرب وإن قد يختلف معهم في الإسلوب وأنه دائم التطلع للتعاون معهم وما ردود أفعاله إلا لأنه يخشى الرأي العام العربي، وأنه دائم الخشية من الصحافة الأجنبية. كما أعترف عبد الناصر بأنه قد تلقى رشوة في قضية السودان لكنه أكد أن سياسته كانت فاشلة في السودان، دون أي توضيح أكثر من هذا.

وذكرت الوثيقة بأن نوري السعيد (رئيس وزراء العراق في العهد الملكي) وقادة العراق متحدون خلف جمال عبد الناصر في أي حل للقضية الفلسطينية وأن نوري السعيد ذكر للبريطانيين أن رشوة السعودية عنده أهم من قضية فلسطين!.

وذكرت الوثيقة بأن الملك السعودي سعود بن عبد العزيز هو الراشي الرئيسي لجمال عبد الناصر، وذكرت: أن أمريكيا تنظر لسعود بأنه صديقها الوحيد ومحارب عنيد للإشتراكيين لكننا نعرفه بأنه دمية في نظام فاسد مقومات بقائه تكمن فيما تدفعه القبائل والتجار له والمئة مليون جنيه استرليني التي تدفعها له أرامكو سنويا.

وذكرت الوثيقة أن الإسرائيليين يحترمون جمال عبد الناصر ويثقون به لكن الثقة أهتزت به بعد صفقة السلاح التشيكية، لكن البريطانيين نصحوا الإسرائيليين ببناء جسور الثقة مع عبد الناصر وعدم النظر للإمور الصغيرة والتافهة!.