Header Ad

التصنيفات

الكشف عن وثائق سرية بين تاتشر وريجان

أظهرت وثائق تم رفع سريتها مؤخراً، أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت ثاتشر، كتبت رسالة مفعمة بالمشاعر إلى الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان خلال حرب فوكلاند عام 1982، وصفته فيها بأنه “الشخص الوحيد” الذي يمكن أن يفهم موقفها.

وكشفت الوثائق التي تعود لعام 1982، والتي رفعت سريتها في الآونة الأخيرة النقاب عن اتصالات بين ثاتشر وريجان، بشأن الأزمة ومدى الضغوط التي شعرت بها ثاتشر عندما غزت الأرجنتين الأرخبيل النائي الواقع في جنوب المحيط الأطلسي.

وفي إحدى الوثائق وصفت ثاتشر ذات الحديث الصارم الصريح مرحلة الغزو الأرجنتيني بأنها “الأسوأ على ما أظن في حياتي”، كما تشير رسائلها لريجان في ذلك الوقت إلى أنها كانت تعول عليه وعلى علاقة العمل الوثيقة بينهما.

وفي إحدى رسائلها إلى ريجان قالت “أكتب إليك لأنني أعتقد أنك الشخص الوحيد الذي سيفهم مغزى ما أحاول أن أقوله”، وقالت إن مبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة في خطر.

وحبست بريطانيا أنفاسها عندما أرسلت ثاتشر قوة مهام بحرية إلى جزر فوكلاند الخاضعة لحكم بريطانيا بعد الغزو الأرجنتيني، ورغم فقدها عددا من السفن الحربية تمكنت بريطانيا في النهاية من استعادة الجزر بعد 74 يوما، وقتل نحو 649 أرجنتينيا و255 من القوات البريطانية.

وتظهر الوثائق أن ثاتشر كانت تعول على العلاقة الخاصة بين البلدين وهي تطلب مساعدة ريجان في خطاب ذيلته بعبارة “مع تحياتي الشخصية الحارة، مارجريت”، وكتبت تقول “أظن أيضا أن الصداقة القائمة بين الولايات المتحدة وبريطانيا لها تأثير بالغ جدا على مستقبل العالم الحر”.

كما تكشف الوثائق التي أميط عنها اللثام بعد 30 عاما المناورات السياسية التي قامت بها ثاتشر خلال أحداث أخرى في عام 1982، ومنها الحرب العراقية الإيرانية والغزو الإسرائيلي للبنان.

وفي وثيقة أخرى أشارت ثاتشر إلى أن “الولايات المتحدة لا تدرك الاستياء الذي تسببه في الشرق الأوسط”، في حين ورد في برقية لوزارة الخارجية البريطانية بشأن ريجان أن الرئيس الأمريكي “يعرف أقل بكثير مما يبدو أنه يعرفه”.

كما أظهرت وثيقة شعور المسؤولين البريطانيين العميق بالامتنان للولايات المتحدة “لمساعدتها السرية” خلال حرب فوكلاند، وهي مساعدة حرصت الولايات المتحدة على تكتم أمرها.

وجاء في رسالة لوزارة الدفاع “أوضحت الولايات المتحدة أنها لا ترغب في الإعلان عن حجم المساعدة التي تقدمها لنا، إنها قلقة بشدة على تأثير ذلك على علاقتها بأمريكا الجنوبية”، وذكرت الوثيقة أن الولايات المتحدة زودت بريطانيا بالمعلومات وبأجهزة اتصالات وبمعدات عسكرية.

وقال سايمون دميسي المتخصص في السجلات المعاصرة، إن وثائق كثيرة من بين 6000 ملف أميط عنها اللثام ستكون بمثابة كنز ثمين لطلاب التاريخ الراغبين في معرفة تفاصيل لم تعرف حتى الآن عن الأحداث السياسية الرئيسية في عام 1982، وأضاف “كل شيء ينكشف في النهاية”.