Header Ad

التصنيفات

الانكليز يعيدون تأهيل مقبرة الجنرال مود بعد أن دمرتها المفخخات في بغداد

قالت صحيفة صنداي تايمز في تقرير لها إن لجنة مقابر حرب الكومونويلث تعمل حاليا على ترميم واصلاح واحدة من مقابر عدة في العراق هي مقبرة البوابة الشمالية الواقعة بمواجهة سفارة عدوها السابق تركيا، في بغداد.
وقالت الصحيفة ان الجنود يرقدون منذ ما يقرب من قرن في زاوية من بغداد تحرقها الشمس، مذكرين بصراع طويل منسي خاضته قوات كانت منسية على مدى زمن طويل. ففي مقبرة البوابة الشمالية ببغداد يرقد آلاف العسكريين من قوات الحملة البريطانية على بلاد ما بين النهرين في الحرب العالمية الاولى، الذين تحدوا ضربة الشمس والكوليرا وقوات الاتراك العنيدة لانتزاع بغداد من بين أيدي الإمبراطورية العثمانية.

شواهد القبور التي تحمل اسماء جنود قضوا في بغداد تراها اليوم ممحوة ومتصدعة بفعل الظروف المناخية القاسية نفسها التي اودت بحياة الكثير من أولئك الرجال الذين تذكر بهم شواهد قبورهم.
وبفعل العنف الذي اجتاح العاصمة العراقية منذ سقوط نظام صدام، كانت لجنة مقابر حرب الكومونويلث عاجزة عن ادامة المقبرة ما تسبب بإلحاق أضرار بها. ومثل حال الرجال المدفونين تحتها، عانت شواهد القبور نفسها من حصتها من نتائج الحريق الذي التهم بغداد.
إذ يقول القيم العراقي على المقبرة لصنداي تلغراف ان “سيارة كبيرة مفخخة ضربت السفارة الواقعة أمام المقبرة في العام 2009، ما تسبب بتناثر الكثير من الشواهد او شطرها الى نصفين”، مضيفا منذ ذلك الحين تعرضت المقبرة الى أضرار أيضاً بسبب سقوط قذائف هاون عشوائية وصواريخ ـ وكانت هذه المنطقة نالت نصيبا كبيرا من التقاتل.
وتقول الصحيفة انه مع تحسن الوضع الامني حاليا بنحو تدريجي في العراق، تأمل لجنة مقابر حرب الكومونويلث بترميم المقبرة واعادتها الى حالها مرة اخرى، الى جانب 12 مقبرة اخرى ومناطق تذكارية في مناطق من العراق.
فعلى مدى العام الماضي بدأ فريق من مقاولين عراقيين باستبدال 500 شاهدة قبر في مقبرة البوابة الشمالية، بشواهد محفورة جاهزة كانت قد وصلت الى بغداد بعد حرب الخليج الأولى في العام 1990.
وكانت لجنة المقابر البريطانية تأمل بوضعها في ذلك الوقت، الا انها وجدت ان هذا عمل محال بسبب تردي العلاقات الدبلوماسية بين العراق وبريطانيا انذاك. وبدلا من اجراء عملية الاستبدال تركت شواهد القبور في حاوياتها المعدنية أمام المقبرة تماما، ولم تفتح الا في العام الماضي.
ويقول بيتر فرانسيس، المتحدث باسم مكاتب لجنة المقابر، ان “الشواهد الموجودة في الحاويات كانت سليمة تماما بل حتى ان البيان الأصلي كان موجودا معها”.
وتلفت الصحيفة الى انه في مقبرة البوابة الشمالية استبدلت الآن شواهد قبور راحت تنتصب وسط خراب المقبرة، مستذكرة رجالا من قبيل الجندي الخاص 7661 جي اتكين، من سكان اعالي الكاميرون، الذي توفي في 3 ايلول من العام 1916، والجندي الخاص رقم 56570 دي موري، من منطقة نورثمبيرلاند فوزيليرز، الذي توفي في 19 ايار من العام 1918.
وقالت الصحيفة ان صليب التضحية في المقبرة ما زال بانتظار الإصلاح والترميم، اذ حسب القيم على المقبرة ان هذا الصليب تعرض للضرر في انفجار السيارة المفخخة في العام 2009. ويقابل هذا الصليب سفارة عدو بريطانيا السابق، تركيا، التي تطل بنايتها على المقبرة.
واليوم ينتصب الصليب بلا قضيب عرضي في ارض مفتوحة بين القبور، التي صارت ارضها ملعبا لكرة القدم لاطفال الحي.
واشارت الصحيفة الى ان الحملة على بلاد ما بين النهرين التي ضحى رجال مثل موري واتكين بحياتهم فيها طغت عليها معارك ملحمية في اوربا، اكثر صعوبة منها بقليل. فقد اندلعت في اوائل الحرب في العام 1914 ومثل حال الحرب الأخيرة في العام 2003، حدث الغزو من منطقة الميناء الجنوبي في البصرة.
بيد انه بعد توجه القوات البريطانية الى تأمين المصافي الواقعة على مصب شط العرب التي تعود ملكيتها الى شركة النفط الانكليزية ـ الايرانية، حثت القوات الخطى متوجهة شمالا لتقع في كارثة عسكرية في مدينة الكوت، حيث حوصر 12 الفا و800 عسكري منهم من جانب القوات التركية لمدة خمسة شهور. وقضى ما يزيد عن ثلث الجنود بسبب الظروف السيئة التي عانوها بوصفهم اسرى حرب.

وبعد ان عانت بريطانيا من واحدة من اشد هزائمها العسكرية إذلالا على الإطلاق، أقدمت على الاجتياح مرة اخرى بجيش انكليزي ـ هندي يقوده الضابط الحربي المخضرم، اللفتنانت جنرال السير ستانلي مود، الذي وضع يده على بغداد في الاول من اذار من العام 1917. ومود نفسه مات بعد ذلك بستة شهور اثر اصابته بالكوليرا، ولديه الآن قبر صغير وسط مقبرة البوابة الشمالية.