Header Ad

التصنيفات

العراق بحاجة إلى انتخابات مبكرة

تحرير: قاسم السنجري

رأى كاتب أميركي مختص في شؤون العراق، أن البلد بحاجة إلى إجراء انتخابات مبكرة، للخروج من الأزمة السياسية الخانقة التي يمر بها، بعد انتشار موجة الاحتجاجات التي اندلعت في محافظة الأنبار بعد اعتقال 10 من الحراس الشخصيين لوزير المالية رافع العيساوي على خلفية مزاعم بتورطهم في جرائم إرهاب، لتعم محافظات تكريت والموصل وأجزاء من بغداد وغيرها من المناطق ذات الأغلبية السنية.

ورأى مايكل روبين، في مقال نشرته مجلة ذي كومينتري، أن “الراديكاليين الإسلاميين الذين تعززت ثقتهم بنجاح زملائهم في سورية، يقدمون دعمهم للمتظاهرين في الأنبار، وكذلك فعل ايضا الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر. وكذلك، أيضا عزة إبراهيم الدوري، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وأحد كبار أعضاء نظام صدام البعثي الذي بقي هاربا طول الفترة الماضية التي أعقبت سقوط النظام”.

وتابع روبين “وتظهر مواقف وتصريحات قيادات البعث وقيادات القاعدة في العراق مدى ارتباط المصالح بينهما، حيث قال عزة ابراهيم في خطاب مطول على غرار خطابات صدام حسين (إن ما يحدث في العراق اليوم، وخاصة العمليات المخابراتية التي تنفذها حكومة الدمى ومؤسساتها، هو المشروع الصفوي الفارسي في عمقه وشموليته يقوده التحالف الصفوي بقيادة حزب الدعوة وزعيمه المالكي)، وفي الوقت نفسه، ومن جانب اخر أصدر تنظيم القاعدة الذي يدعى دولة العراق الإسلامية، بيانا في 5 كانون الثاني، يهاجم فيه من وصفهم بالأعداء الحقيقيين لأهل السنة، وأنهم لم يحشدوا جموعهم إلا إذا وصلتهم نار الحقد الصفوي”.

ولفت الكاتب الاميركي إلى أن “الصفويين هم السلالة التي حكمت بلاد فارس في القرن السادس عشر والتي حولت إيران إلى المذهب الشيعي. ووصف الشيعة العراقيين بالصفويين هو سلوك دأب عليه أولئك الذين يسعون إلى تصوير كل الشيعة على انهم طابور خامس لإيران، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء المؤقت السابق اياد علاوي، القيادي السابق في حزب البعث، الذي دعا هو ايضا إلى إجراء انتخابات مبكرة في العراق”.

ونبه روبين “على المالكي أن يثبت حقيقة موقفه، فهذا هو الوقت المناسب لإجراء انتخابات مبكرة. فالرئيس جلال الطالباني يواجه سكتة دماغية قاتلة ويرقد في مستشفى في المانيا وفقا لأطباء شاهدوه، رغم ان بعض السياسيين الأكراد ينكر ذلك علنا من أجل العمل على ترتيب البيت الكردي الداخلي في ظل الفوضى التي فرضت نفسها على السياسة العراقية”. إلا أن علاوي، وبحسب روبين “والعديد من أنصاره ما زالوا يشعرون بالمرارة فرغم ان تحالفه جاء في المرتبة الأولى في انتخابات 2009 الا أنه لم يتمكن من تشكيل ائتلاف سياسي متماسك”. ونوه المحلل الاميركي أن “علاوي وزع الكثير من الاموال- كان معظمها غير معلوم المصدر- وكان هو المفضل لدى الجيش الأميركي ووكالة المخابرات المركزية ولدى الأردنيين والأتراك، وقام بانفاق الاموال على جماعات الضغط ووسائل الإعلام في الخارج من أجل كسب القلوب والعقول في واشنطن ولندن وأنقرة، ولكن تلك الاموال لم تفلح في التأثير على الكثير من العراقيين”. واشار إلى أن “غالبية العراقيين (بحدود 70بالمائة)، هم من الشيعة، وفي حين قد لا يكونون كلهم من المؤيدين للمالكي، إلا انه من المؤكد أنهم يرفضون تماما البعثيين الجدد، ويرفضون الاذعان للاحزاب السنية الطائفية”. وذكر روبين أن “أهل الانبار وتكريت لن يتمكنوا من الحصول على الأرقام الكافية لاستعادة سيطرتهم على العراق، لذا انهم سوف لن يقبلوا بالحكومات التي تأتي عبر الانتخابات، وبدلا من إقناعهم بضرورة تحقيق الهدف الرئيس وهو الاندماج في المجتمع العراقي، لجأ الجنرال ديفيد بترايوس إلى اعتماد سياسات نتج عنها مستوى من التعاون والتهدئة لتحقيق اهداف عسكرية على المدى القصير، ولكن من الناحية السياسية، زادت تلك السياسات من مشاعر الاستحقاق والامتياز بين أهالي الفلوجة وتكريت على المدى البعيد”. واعتبر أن “خصوم المالكي وبشكل غير منصف يصورونه دوما على انه دكتاتور استبدادي ظالم، ولا تزال نتائج انتخابات 2009 غير الحاسمة والمتقاربة بشكل كبير، تشل السياسة العراقية”. وبين الكاتب الاميركي أن “السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو من خلال إجراء انتخابات برلمانية في موعد انتخابات مجالس المحافظات المقرر اجراؤها في نيسان المقبل”. وشدد على أنه “يتعين على العراق مواجهة امتناع القوى الكردية عن إجراء انتخابات مجالس المحافظات التي لم تقم باجراء انتخابات مجالس المحافظات في العام 2009، ناهيك عن التحضير لانتخابات مجالس المحافظات 2013”. وألمح روبين إلى أن “نتائج الانتخابات المبكرة ستكون جيدة للجميع، في ما عدا مقتدى الصدر، حيث تشهد قاعدة تأييده الشعبي نزفا شديدا بعد ان أخذ اتباعه يدركون طبيعة سياسته الانتهازية المشينة، وانه على استعداد للتضحية بمصالح مؤيديه لصالح مسعود بارزاني ونائب الرئيس السابق طارق الهاشمي”. ونوه الكاتب الأميركي إلى أن “أياد علاوي لم يعد يملك الشعبية التي يوحي له بها أولئك الذين يدفعون له الاموال من الدول في الخارج، بل أن الأهم من ذلك، هو ان أولئك الذين يرغبون في العودة إلى الأيام المظلمة وعهد صدام، أو تحويل العراق إلى ملاذ آمن لتنظيم القاعدة، يعلمون أن الشعب العراقي قد سأم الحرب والعنف، ويسعى الى الحصول على فرصة لإعادة البناء، سواء كان ذلك في بغداد أو البصرة أوالموصل أوالرمادي، أو طوز خورماتو”. واختتم روبين قوله بأن “من طبيعة السياسة العراقية وصف من هو في السلطة بـ”الاستبدادي”، وتتهمه بأنه يرغب في أن يكون صداما جديدا، والان ليس هناك ما هو أفضل من دعوة رئيس الوزراء العراقي لطرح نفسه لانتخابات حرة ونزيهة، ودعونا نأمل أن يكون شهر نيسان المقبل إيذانا ببداية جديدة في العراق، حيث يتوجه العراقيون مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع وسط ترقب الولايات المتحدة وإيران وتركيا والدول العربية.