Header Ad

التصنيفات

اوضاع المنطقة في صالح اسرائيل الرأي الكويتية

القدس – محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة

 وصف رئيس مركز دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا 

في جامعة تل ابيب البروفيسور أوزي رابي الوضع في لبنان بانه اشبه بحالة «فلتان»، مؤكدا ان اسرائيل ارتكبت أخطاء في الماضي، ولن ترتكب أي خطأ في ما يتعلق بالدخول بأحجام كبيرة الى لبنان.

وأعرب رابي في مقابلة مع «الراي» عن اعتقاده بـ «أننا سنرى انتقال الموقف السوري الى لبنان في ما يتعلق بالعلاقات بين الشيعة – السنة»، وقال ان الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن «نصر الله يقر بذلك ويعلم ذلك».

وأوضح رابي انه تتوافر معلومات حول مساعدة ايران و«حزب الله» على بناء نواة دولة شيعية – سنية في اللاذقية وطرطوس مشيرا الى أن الصراع في لبنان هو خط المعركة المقبلة قادمة في الشرق الأوسط.

واتفق رابي مع ما قاله بعض المسؤولين الاسرائيليين من أن سورية لم تعد تشكل خطرا على اسرائيل في الأعوام العشرين المقبلة ولكن عبر عن مخاوفه من ان الأحداث في سورية ستنتهي، الى «تعزيز المحور الراديكالي من السنة والشيعة».

ووصف زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى اسرائيل بانها تهدف الى مطالبة اسرائيل بعدم التدخل في القضية الايرانية عسكريا.

وفي الاتي نص اللقاء:

• لماذا هذا التسارع في المناورات على الحدود اللبنانية، خصوصا المناورات الأخيرة التي استخدمت فيها مجسمات تحاكي القرى اللبنانية؟ هل تعتقد أن اسرائيل تنوي شن حرب قريبا على لبنان؟

– لا. لست اعتقد ذلك. ما نراه هو جزء من الأوضاع الشاملة التي نشأت، وما نراه بالنسبة لاسرائيل هو وضع قابل للتفجير في لبنان. وقد أوضحت اسرائيل ما هو الخط الأحمر بالنسبة اليها، وهذا الخط يعني وصول سلاح غير تقليدي من سورية الى لبنان، سلاح استراتيجي ثقيل، لذلك ما نراه هو تعامل من اسرائيل بحذر، ولكن اسرائيل تعلم أن في لبنان وسورية هنالك معركة كبرى بين شيعة وسنة، والعراق له ضلع في هذا الموضوع، وتعلم اسرائيل أنه لا يجب عليها الدخول، وان عليها الحذر من الدخول الى لبنان، وهذا ما يرغب به كثيرا حزب الله، واذا أردنا أن نفهم ماذا تريد اسرائيل أن تعمل، اذا تم هناك رد اسرائيلي فسيكون هذا الرد متكافئاً ومحدوداً، انطلاقا من الفهم بأنه لم يعد هناك دول في الشرق الأوسط. فسورية لم تعد دولة، بل نتحدث عما يسمى تاريخيا بالهلال الخصيب، ومن ضمن هذه الدول لبنان والعراق وسورية، وهناك حديث عن خمسة أطنان من الأسلحة تصل أسبوعيا لبشار الاسد من ايران عبر العراق، وفي بعض الأحيان من لبنان ذهابا وايابا، وفي الوقت نفسه نعرف ما يسمى بمسارات الدعم أي تركيا والسعودية وقطر باتجاه الثوار في سورية.

اعتقد أن كل من يفهم الشرق الأوسط، وصورة الشرق الأوسط، يفهم أن الوضع قد أصبح في حالة فلتان. اسرائيل ارتكبت أخطاء في الماضي، ولن ترتكب أي خطأ في ما يتعلق بالدخول بأحجام كبيرة الى لبنان.

• هل ترى أن «حزب الله» أصبح أضعف الآن، أم أنه بالعكس أصبح أقوى من قبل، باعتبار أنه أعاد بناء ترسانته من الأسلحة؟

– أعتقد أن هذا السؤال وجيه وأساسي ومحوري. وفي اعتقادي أن الربيع العربي اجمالا يسير ضد الموقف الجيو سياسي لايران بحيث يصبح هذا الموقف لايران وحلفائها استمرارا لما أجبت فيه أولا، أعتقد أننا سنرى انتقال الموقف السوري الى لبنان في ما يتعلق بالعلاقات بين الشيعة والسنة، نصر الله يقر بذلك ويعلم ذلك. نحن نعلم أنه يوجد في لبنان كثيرون يسعون الى قتله من السنة والشيعة، لذلك ما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو رهان كامل من ايران و «حزب الله» على بشار، وأملهما أن يبقى على رأس النظام، ولكنهما يأخذان في الوقت نفسه امكانية أن بشار سيسقط، ومن هنا تتوفر هذه المعلومات حول مساعدة ايران و«حزب الله» على بناء نواة دولة شيعية سنية في اللاذقية وطرطوس. اقرأ صحيفة «النهار» اخيرا وتلاحظ الأنباء المثيرة للاهتمام، فـ «حزب الله» يسعى الى خلق تواصل جغرافي من لبنان الى داخل طرطوس واللاذقية. ومن هنا أعتقد أن الصراع في لبنان هو الخط القادم في المعركة القادمة في الشرق الأوسط.

• هل ترى أن غياب نظام قوي في دمشق يؤثر سلبا أو ايجابا على اسرائيل في حرب مقبلة سواء على الجبهة اللبنانية أو على جبهة الجولان؟

– أعتقد بأنه من هذه الناحية، ما حدث في سورية على الأقل من ناحية اسرائيل يشكل ميزة أو امتيازاً. لماذا؟ اسرائيل كانت تعيش في نهاية الأمر وطوال سنين وهي تعلق أنظارها شمالا أو الى الشمال الشرقي باتجاه سورية واعتبرت هذا المشهد تهديدا استراتيجيا، ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار مصر في هذه المعادلة، ولم يعد هذا الأمر موجودا، لا سورية ولا مصر يمكن أن تشكلا تهديدا استراتيجيا على اسرائيل. هذا الايجاب، ولكن أين السلب؟ ماذا حدث بفعل الربيع العربي؟ اسرائيل يجب أن تتعامل أو تعرف كيف تتعاطى مع دول عربية ضعيفة. أو دول منهارة ومفككة مثل سورية. ليست تتعامل مع دول وانما مع منظمات. هذه المنظمة يمكن أن تشكل تهديدا وجوديا لاسرائيل، ولكن لاسرائيل القدرة على ازعاجها أو مضايقتها على مستوى منخفض، ومن هنا يجب على اسرائيل وضع استراتيجية جديدة تتعامل وتتكيف مع هذه الميادين والحقول الجديدة، ومن هذه الناحية نحن نوصي بطبيعة الحال لصانعي القرار أن يضعوا في جهودهم كل المفاهيم المطبقة في القرن الحادي والعشرين، وتبني وسائل وآليات جديدة تتلاءم وتتكيف مع الظروف والمعطيات الجديدة. هذا ما نقوم به في معهد دايان محاولة بناء هذه الاستراتيجية الجديدة.

• صدر كلام عن بعض المسؤولين الاسرائيليين أن سورية لم تعد تشكل خطرا على اسرائيل في الأعوام العشرين المقبلة. هل تعتقد ذلك صحيحا.

– أعتقد أنه صحيح، ولكن جزئيا. يعود الأمر الى ما قلته، فسورية لن تشكل تهديدا تقليديا كبيرا، ولكن الخوف ما زال موجودا ويتمثل في طبيعة الربيع العربي، ستنتهي هذه الأحداث في سورية، الى تعزيز هذا المحور الراديكالي من السنة والشيعة. وبالنسبة لاسرائيل سيكون هذا هو تطور سلبي للغاية، لأنه قد يتطور بالنتيجة ما نسميه «الاسلامية الدولية». ومن هذه الناحية يجب أن نعلم بأن المعارضة العلمانية والليبرالية الأكثر تحررا في سورية ستتولى المسؤولية بمساعدة دول أخرى في العالم، ستنجح في بناء واقع أكثر استقرارا ونجاعة وفعالية. مهم بالنسبة لي أن أذكر وأن أشير الى هذه القضية، وعلى الأقل في معهدنا نرى أن دولا تتمتع بالتنوع الاجتماع الديموغرافي مثل سورية، ليبيا، اليمن، لبنان، والعراق، هذه الدول قد تتحول في مثل هذه الحالة الى ما نسميه بدول فاشلة، في مثل هذه الدول هنالك فراغ يتكون، وفي داخل هذا الفراغ تتغلغل ما نسميه عناصر الجهاد الكوني العالمي. يعني سورية بالنسبة لنا تشكل عالما أو نموذجا صغيرا، يحدد بالتالي مستقبل المنطقة برمتها الى الاستقرار أو عدم الاستقرار.

• إسرائيل ترى أن سورية أصبحت مقسمة فعلا، الى ثلاث دويلات. هل ترى أن هذا في مصلحتها؟

– قد يخدم مصالح اسرائيل اذا تصرفت بشكل صحيح. الشرق الأوسط الجديد هنالك نعرات وأقليات تتمسك بأفكارها، واذا اسرائيل تصرفت بذكاء، فانها ستجد مجموعات قد تتماهى وتتوافق مصالحها مع مصالح اسرائيل، وحينها يمكن التواصل مع هذه المجموعات. اسرائيل يجب عليها أن تتعامل بدقة متناهية، وبحذر متناه، وأكرر مرة أخرى عليها توخي الحذر الشديد لئلا تدخل في عين العاصفة في سورية ولبنان. عليها أن ترسم مجددا خارطة القوى العاملة في المنطقة وأن تسلم من الرقابة والمسؤولية، كيف يمكن تتصل وتتواصل مع هذه المصالح المشتركة، بينها وبين المجموعات الأخرى. مثلا، في أعقاب زيارة الرئيس أوباما هناك تعاون بين تركيا واسرائيل، والجميع يعلم أن هذا التعاون يأتي تركيزا على التعاون الأمني العسكري، لا سيما بخصوص سورية تحديدا. هذا ما يتعلق بالأردن أيضا، وحتى مع الرئيس المصري محمد مرسي، فهناك تعاون في ما يتعلق بمنطقة سيناء. لماذا؟ لأن هذا الأمر يخدم مصالح الطرفين، اسرائيل سيكون واجبا عليها، أن تتعلم أنه قبل أن نتحدث عن الحقيقة، يجب أن نتحدث عن تحالف المصالح. وللأسف، هكذا صورة الشرق الأوسط حاليا.

• نتيجة الأزمة السورية، قد تصبح هناك فوضى في لبنان والأردن بسبب تدفق اللاجئين، وبالنظر الى ما يحدث في مصر كيف، ستستطيع اسرائيل الحفاظ على استقرارها بينما الدول المحيطة كلها مضطربة. أضف الى ذلك غزة والضفة الغربية؟

– أعتقد أن هذا السؤال في غاية الأهمية والمحورية، زيارة أوباما على ما أعتقد كان الهدف الأساس منها أن نتجاوب مع جزء من الأسئلة التي طرحتها أنت هنا. الأردن في نهاية المطاف يشكل بيضة القبان في هذه المسألة، وما من شك بأن الملك عبد الله يجد نفسه في عين العاصفة، والده المرحوم الملك حسين كان يتقن التعامل مع الكثير من التحديات، ولكن أعتقد أن الملك عبد الله ماثلة أمامه تحديات غير مسبوقة، فنحن نتحدث عن تدفق الكثير من اللاجئين العراقيين الى الأردن، اضافة الى اللاجئين السوريين، يجب أن نتذكر القضية الفلسطينية عبر شطري الأردن في المملكة الهاشمية، والسؤال الذي يطرح نفسه هو عندما أُسأل من الأميركيين ماذا يجب التركيز عليه، فأنا أعتقد أنه يجب علينا السعي والمثابرة من أجل خلق استقرار الأوضاع في المملكة الأردنية الهاشمية. يدرك القاصي والداني ما يحدث في الضفة الغربية، خالد مشعل يكتسب زخما وقوة بشكل كبير وهو البطل المنتصر لعملية «عامود السحاب»، بينما أبو مازن يفقد الحيوية، واذا أخفقت اسرائيل في التوصل الى شيء من اتفاق معين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومع ملك الأردن عبد الله، فأنا أرى أن وصول حماس الى الضفة الغربية لم يبق الا مسألة وقت. ومع وجود الاخوان المسلمين في مصر، وحماس في غزة وفي الضفة الغربية، ومع وجود كل هؤلاء يجد «الاخوان المسلمين» في الأردن ما يدعمهم بشكل دافع. أعتقد أن كل أصدقاء الولايات المتحدة، والصديقة للولايات المتحدة، والولايات المتحدة تفهم أنه يجب عليها خلع القفازات، ووضع كل ألاعيب الديموقراطية والمفاهيم السابقة جانبا، وبناء تعاون اقليمي يحافظ على ما تبقى ادراكا منا أن تونس ومصر لم تعودا جيوبا للولايات المتحدة، وفي سورية واليمن وليبيا والعراق نرى هنالك واقعا مختلفا تماما. يعني السعي الأميركي المحموم وراء القيم الأميركية بطبيعة الحال لم ينجح، وهناك ناقوس يقرع أمامنا.

• الآن ننتقل الى الموضوع الفلسطيني. ففي اليومين الماضيين شهدنا تصاعدا للأوضاع في غزة، هل تعتقد أن الهدنة ستتضرر؟

– لست أعتقد أن ما حدث في اليومين الماضيين قامت به «حماس» بطبيعة الحال. نعلم أن قوى ومجموعات راديكالية هي التي قامت بهذا الأمر، وحسب معلوماتنا «حماس» ليس لها أي مصلحة أو اهتمام باشعال المسرح. أكرر وأقول، نحن أمام خلاف أو صراع داخل المجتمع الفلسطيني، مثلا قضية الأسرى، الأسير الذي توفي في سجنه قبل أيام معدودة، «حماس» تدخل هذه القضية في القضية الشاملة، وهي قضية المقاومة ضد اسرائيل بشكل عام. أما «فتح» وأبو مازن، فتتعامل مع هذا الموضوع كموضوع سياسي، بدليل أنهم يطالبون بوصول رقابة دولية أو تفتيش دولي للتحقيق في الأمر، يعني أنظر الى هذا الخلاف بين الجهتين. هناك صراع كبير بين «فتح» و«حماس»، ليس فقط من يكون الحاكم الآمر الناهي، وانما عن صبغة وطبيعة الدولة الفلسطينية العتيدة. طابع وصبغة اسلامية حمساوية، أو أكثر اعتدالا وبراغماتية وودية تجاه المنطقة برمتها، والعالم كما هو أسلوب أبو مازن والسلطة الفلسطينية. هذا جزء من القضايا الكبرى التي تشمل كل الشرق الأوسط. أنت طرحت سؤالا عن مصر أيضا، أعتقد أن مصر شأنها شأن قطر ترغب في أن يصبح خالد مشعل لاعبا مركزيا في المشهد الفلسطيني. يجب أن نأخذ قضية أساسية بالنسبة لمصر، أن في مصر صراعاً كبيراً أصبح صراع شارع بين ما يمكن تسميته السيادة الشعبية مقابل السيادة الربانية، وفعلا وجدت مصر نفسها في ما فعله مرسي في ما يتعلق بالدستور والانتخابات العتيدة للبرلمان، ولكن أعود وأكرر مرة أخرى رغم ما طرحته ورغم كل أنواع الأيديولوجيات، فان المصلحة هي التي تفرض استمرار السلام الاسرائيلي المصري، حتى اذا كان باردا كما يقال، بل وبارداً جدا. حتى في ما تعلق بالجهات الاسلامية المتطرفة، يمكن أن نشاهد كل هذه التوجهات البراغماتية جدا.

• ما رأيك باعادة انتخاب خالد مشعل من جديد؟

– أعيدك عمليا الى الأجوبة التي قدمتها للتو. قبل عملية «عمود السحاب»، كان خالد مشعل منتهيا من ناحية سياسية. أعتقد أن نتائج عملية «عمود السحاب» والقطيعة بين «حماس» و«فتح» رغم كل محاولات المصالحة، أدت بخالد مشعل الى أن يصبح، كدق اسفين بين «حماس» و«فتح»، وله في هذا الأمر قضايا ايجابية، أولا له مراكز قوة ودعم في الضفة الغربية، مع أنه من «حماس». ثانيا: على المستوى البلاغي أو على مستوى التصريحات، تسمع منه تصريحات كثيرة تجاه اسرائيل، ولكنه يبقي الباب مفتوحا أمام حل الدولتين، كما كانت له تصريحات في هذا السياق في الأردن، قبل أيام معدودة. وثالثا: يتمتع خالد مشعل حاليا بدعم من مصر وقطر. وهذا ما يجعله مرشحا أكثر نجاحا كلما فقد أبو مازن حيويته، فيكتسب خالد مشعل هذه الحيوية. مرة أخرى يعود الأمر الى القضايا الكبرى التي طرحناها سواء المتعلقة بالتسوية السياسية أو التسوية الانتقالية، وما الى ذلك.

• عودة كيري الى المنطقة للاجتماع مع الفلسطينيين والاسرائيليين. بنظرك ما الهدف منها في ظل استمرار توتر الأوضاع في الضفة الغربية؟ كيف سيجمع الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي على طاولة المفاوضات؟

– من المثير للاهتمام أن جون كيري يرجع الى المنطقة. فأوباما يبقي القضية بيدي كيري. أتى أوباما ليس أساسا من أجل القضية الفلسطينية، ولكن جزئيا أتى من أجلها. نحن بعد عقدين من أوسلو وانشاء السلطة الفلسطينية، وظف الأميركيون طاقات كثيرة من أجل انجاح السلطة الفلسطينية، وآخر ما سيريده أوباما كرئيس أن تغلق نافذة حل الدولتين. نحن اذاً لسنا أمام حل الصراع، وانما ادارة وعدم تدهور الصراع، وهذا تماما ما يسعى اليه ويحاول انجازه جون كيري. يعني هذه الجولة المكوكية بين اسرائيل ورام الله وعبد الله، وخلق اتفاق ربما يحدث تقدما. القضية الجوهرية في نظري، ربما الأميركيون أدركوا وان لم يتحدثوا في الموضوع، أن صيغة القرن العشرين التي تقول ان حل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ستحل كل مشاكل المنطقة، هذه الصيغة لم تعد صحيحة، يعني يجب الحفاظ والابقاء على هذا الصراع على نار هادئة قدر الامكان حتى اذا تعذر تحقيق النتيجة النهائية، يعني تسوية، لأنه اذا صارت ألسنة النار عالية بحيث تفجر هذا الصراع، فسيؤثر ويلقي بظلاله على أسئلة أكبر من ذلك بكثير.

هنالك قضيتان بالنسبة للأميركيين هما أهم بكثير، أولا البرنامج النووي الايراني، وأوباما لقي نفسه محشورا بزاوية تتنافى وتتعارض مع تصريحات سابقة له، وهو يواجه ضغوطا أكبر بكثير من قبل السعودية والدول الخليجية، كما يواجه اختبارا حقيقيا بالنسبة له يتمثل بالجنون المتدفق من كوريا الشمالية، التي تسلتهم بها دول مثل ايران، يعني الزيارة لاسرائيل هدفها مطالبة اسرائيل عدم التدخل في القضية الايرانية عسكريا، قناعة من أوباما بأنه يوجد لديه برنامج عمل في هذه القضية، وسيحل هذا الموضوع، ولكن كما قلت وسط كل هذه المشاكل تتألق المشكلة السورية، نحن نتحدث ليس عن دولة بحد ذاتها، وانما عن سورية كقضية اقليمية. يعني المعادلة في الشرق الأوسط تغيرت تماما. الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي كان مفتاح الحل الشامل لكل القضايا. هذا كان في القرن العشرين. ولكن اليوم، وحتى ان لم يذكر ويقال هذا الموضوع، لكن اعتقد أن معظم المحللين أدركوا أن الأمور انقلبت رأسا على عقب بحيث أصبحت سورية وايران القضيتين المركزيتين، وهذا لايعني بطبيعة الحال أنه لا يجب حل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، وهذه مصلحة اسرائيلية محضة.

• بالنسبة للموضوع الاسرائيلي – التركي، هل تعتقد أن العلاقات ستعود الى سابق عهدها؟ وهل ستقوم اسرائيل برفع الحصار عن غزة؟

– لن تعود العلاقات الى سابق عهدها، وتذكر دائما، وأنا أذكرك بما قلته، المصالح المشتركة هي الحل الأساسي. يعني أردوغان أخذ ملف استئناف العلاقات مع اسرائيل، وترجمه الى خدمة السياسة التركية داخليا، والخبير في الشؤون الداخلية التركية والسياسة التركية الداخلية، يعلم أن أردوغان يحلم أن يصبح رئيسا لتركيا، ومن هنا، يريد تغيير الدستور، ومن هنا يتحدث بشكل أكثر براغماتية واعتدالا مع الأكراد، وهناك 35 نائبا في البرلمان التركي من الأكراد، ولذلك كان الحوار مع أوجلان والذي من الممكن أن يخرج من السجن ويحصل على منصب، وهذا الاتفاق ماذا يمنحه؟ يمنحه عودة تركيا الى المسرح، كوسيط محتمل في حال حدوث مشاكل جديدة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعدما خسر جزءا من هذه اللعبة لصالح مصر. كيف يعمل أردوغان؟ التعويضات؟ السفراء؟ ثم رفع الحصار، بمعنى أن اسرائيل رفعت عمليا جزءا من الحصار بنسبة نحو 50 في المئة مثل ما يقول، يعني الحصار البحري، ثم قضايا تتعلق بالحصار البري، ولكن كل هذه الأمور قضايا قابلة للتفاوض حولها.