Header Ad

التصنيفات

تأريخ المملكة الهاشمية ..عبدالله وشرق الاردن

لا زال كتاب ( عبدالله وشرق الاردن ) ممنوعا من التداول في الاردن رغم انه اهم كتاب وضع حتى الان عن تاريخ المملكة الاردنية الهاشمية وتنبع اهميته من ان واضعة الكتاب دكتورة متخصصة في التاريخ والكتاب صدر عن جامعة كمبردج عام 1987 اي خلال حياة الملك حسين وصدرت ترجمته العربية عام 2000 وكانت مؤلفته قد قامت بزيارة الاردن خلال حياة الملك حسين والتقت بعدة مصادر منها الامير حسن الذي كان انذاك وليا للعهد واعتمد الكتاب على وثائق رسمية من ارشيف الدولة البريطانية التي اسست امارة شرق الاردن … صحيح ان هناك عدة كتب في الاردن تؤرخ للامارة ثم للمملكة الا انها في معظمها من الكتب المزورة التي وضعت بمعرفة ملوك الاردن …. اما هذا الكتاب فينقل بدقة وبأكاديمية علمية عالية حكاية تأسيس امارة شرق الاردن ثم المملكة الاردنية والصراعات التي دارت وراء الكواليس سواء بين ملوك الاردن او بين شيوخ العشائر … وملابسات ضياع فلسطين

عبدالله وشرق الاردن
وقف شعر رأسي وأنا اقرأ كتاب الاستاذة ماري ولسن الصادر عن جامعة كامبردج بعنوان ” عبدالله وشرق الأردن بين بريطانيا والحركة الصهيونية ” ليس لانه يعتمد على وثائق وزارة الخارجية الإنجليزية السرية التي افرج عنها مؤخرا بعد مرور خمسين عاما عليها وبالتالي لم تعد سرية … وليس لان المؤلفة اعتمدت خلال مرحلة التأليف على لقاءات وحوارات كان منها لقاءات أجرتها مع الأمير حسن ولي العهد الأردني السابق … وانما لان المعلومات الواردة في هذا الكتاب تنسف كل ما قرأناه في كتب التاريخ الأردنية عن العائلة الهاشمية المالكة وثورة الشريف حسين شريف مكة ومرض الجنون الذي أصاب الملك طلال وأدى إلى عزله لصالح ابنه الملك حسين … انتهاء بأسرار ضياع فلسطين وتقاسمها بين الصهاينة والملك عبدالله .
والكتاب لا يحتمل التكذيب …. لانه يعتمد على وثائق سرية أو كانت سرية …. ولان مؤلفته مؤرخة جامعية ليست طرفا في الصراع وبالتالي لا يمكن القول إنها وضعت كتابها بقصد الإساءة للعائلة المالكة في الأردن بخاصة وان الأمير حسن كان أحد مصادرها .
أنا لست في معرض تلخيص الكتاب لانه فعلا لا يحتمل التلخيص فكل صفحة من صفحاته ال 450 جديرة بالقراءة وأنا ممتن للزملاء في دائرة التوزيع في عرب تايمز لانهم نجحوا في توفير نسخ من هذا الكتاب للقراء الأردنيين في أمريكا بخاصة وان الكتاب كان على رأس الكتب التي صادرتها المخابرات الأردنية مؤخرا .
واليكم ابرز ما كشف عنه هذا الكتاب :
أولا: الملك عبدالله كان متفقا مع الحركة الصهيونية وبمباركة إنجليزية على تقاسم فلسطين وقيامه بسحب الجيش العربي من اللد والرملة وتسليمه المدينيتن للعصابات الصهيونية دون قتال تم على أرضية هذا الاتفاق السري الذي تم بين عبدالله وغولدامائير
ثانيا : الزوجة الثانية للملك عبدالله والتي انجب منها ابنه نايف كانت خادمة تركية أحضرها أبوه من اسطمبول وتزوجها عبدالله أو اجبر على الزواج منها بعد أن اغتصبها وقد انجب منها بالإضافة إلى ابنه نايف الأميرتان مقبولة ومنيرة ومقبولة هي التي ماتت قبل أسابيع في عمان . …. وفي الأردن سلم الملك عبدالله مقاليد البلاد لعشيقته وهي امرأة عبدة كان اسمها ناهدة وكانت تدير عقارات الملك عبدالله وهي التي أشرفت على تأجير أراضيه في منطقة الحمر لليهود .ناهدة التي سماها الأردنيون العبدة بسبب لونها كانت ابنة إحدى الجواري اللواتي خدمن في قصر الشريف حسين في الحجاز وبعد هروب الهاشميين من الحجاز جاءت الام إلى الأردن حيث تم إعطاء ناهدة لابنة عبدالله مقبولة حتى تلعب معها ثم تحولت العبدة إلى عشيقة لعبدالله .
ثالثا : اتخاذ الملك عبدالله للعشيقة المذكورة ومعاشرتها معاشرة الأزواج في قصر رغدان وفي معسكره الذي أقامه في منطقة ماركا قرب عمان كان السبب الرئيسي للخلاف الذي نشب بين الملك وابنه البكر طلال الذي لم يكن راضيا عن تبذل والده وتنكره لابنة عمه ناصر شريفة مصباح ” أم طلال ” .
رابعا :الملك طلال لم يكن مجنونا كما أشيع عنه … فالمقيم البريطاني في الأردن السير اليك كيركيرابد كتب عدة رسائل سرية إلى حكومته يحذرها من طلال لانه ذكي وواسع الاطلاع ويكره الإنجليز ويتقرب من الضباط الأردنيين من ذوي الميول الوطنية … أما السيد اف ايزكييل الذي تولى مهمة الإشراف على تربية طلال خلال وجودة في بريطانيا وقبل التحاقه بكلية ساندهيرست العسكرية فقد وصف طلال بأنه ” شاب ذو مزاج هادئ وقنوع ” و ” وشخص ليطف لطفا استثنائيا ” … أما المصاب بالجنون والتخلف العقلي ووفقا لتقارير المقيم الإنجليزي في الأردن فهو الابن الثاني للملك عبدالله الأمير نايف … ونايف هذا ادخل الكلية العربية في القدس تحت إشراف مدير الكلية احمد الخالدي الذي أعلن أن نايف ” غير قابل للتعليم ” وباتت وزارة المستعمرات مقتنعة بأنه كان ” متخلفا ” .
خامسا : كان الملك عبدالله متبذلا … فاسقا … كثير الشرب … كاذبا … وفي وثيقة وزارة الخارجية الإنجليزية المحفوظة تحت بند سري جدا تحت رقم 52355 كتب المقيم الإنجليزي في الأردن يصف عبدالله قائلا : ” تشكل عندي انطباع خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية بأن عبدالله ليس في نظر الجميع إلا دمية بيد السياسة البريطانية ونكتة تكاد تكون سمجة حتى في الحجاز حين خدمت هنا مع ابيه … لم يبد الأمير عبدالله متمتعا باحترام أحد … حين كان يلعب الشطرنج في الوكالة البريطانية كان يمارس الغش … لم اسمع أحدا يذكر اسمه إلا بقدر من الاحتقار في كل من مصر والعربية السعودية بل وحتى في العراق ” .
سادسا : عندما مات عبدالله اغتيالا في القدس ابنه رئيس وزراء بريطانيا تشرشل بكلمة جاء فيها ” كنت شخصيا مسئولا عن تعيينه أو تنصيبه أميرا لشرق الأردن … لقد فقد العرب بطلا وفقد اليهود صديقا وشخصا كان مؤهلا لتذليل المصاعب ونحن فقدنا رفيقا وحليفا مخلصا ” .
سابعا : سمح الإنجليز لعبدالله بتملك ارضيا واحدة في الحمر والثانية في منطقة الزرقاء … قام عبدالله بتأجير الأراضي للوكالة اليهودية مقابل آلفين وخمسمائة جنيه ولما عرف الأردنيون بالموضوع واحتجوا عليه نشر الملك عبدالله نفيا وتكذيبا بناء على نصيحة من الإنجليز.
ثامنا : كان طلال يحب ابنة عمه سفينة بنت علي حيدر لكن أمه فسخت خطبته منها وزوجته بابنة أخيها التي عرفت باسم الملكة زين وهي تركية الأصل كانت تعيش في مصر … ويقول الأردنيون أنها كانت على علاقة بالجنرال كلوب باشا وان طلال ضبطها معه فاطلق عليهما النار فأصاب كلوب في حنكه بجروح ظلت آثارها عالقة حتى عرف كلوب باشا بين الأردنيين بلقب أبو حنيك . وقد لعبت زين لاحقا دورا في تلفيق تهمة الجنون لزوجها طلال والزج به في معتقل في تركيا ” مستشفى للمجانين ” وتسليم ابنها حسين الحكم ويقال إنها كانت وراء قتل الملكة علياء طوقان أيضا .
تاسعا : كان الملك عبدالله يحرص على إبعاد الشرق أردنيين عن أية وظائف أو مراكز هامة ولم يكن بين أول مجلس وزراء شكله أي أردني … وقد تظاهر الطلبة في السلط ضده وضربوه بالبصل والثوم فأمر بترسيبهم في الامتحانات .
عاشرا : عندما وصل عبدالله إلى عمان نزل ضيفا في منزل سعيد المفتي زعيم الشركس ثم استولى على البيت وكان عبدالله وجنوده يتلصصون على النساء الشركسيات اللواتي يحضرن إلى تلة قريبة من المنزل لحمل المياه من نبع ماء مما أثار حفيظة واعتراض الشركس وهم من المسلمين السنة المحافظين على العادات والتقاليد .
أحد عشر : الشريف حسين لم يكن شريفا ولا علاقة له بنسب الرسول … ولكنها إشاعة أو كذبة أطلقها الإشراف في الحجاز وغض السلطان العثماني النظر عنها لأنها ساعدت في تكريس زعامة تركيا الدينية على الحجاز من خلال الإشراف الذين كانوا يتبعون الباب العالي بالولاء التام … ولما تولى الشريف حسين لقب شريف مكة وهو لقب رمزي ديني قام الشريف حسين بتنفيذ اغارات واعتداءات على قوافل الحجاج حتى يشكك بقدرات الوالي العثماني المسئول عن تأمين الأمن للحجاج ” أي أن الشريف حسين كان لصا وقاطع طريق ” .