Header Ad

التصنيفات

وثائق ويكيليكس السرية والخطيرة

كشفموقع ويكليكس الآلاف من الوثائق السرية ما أدى إلى صدمة كبيرة انتابتالعالم بأسره، فقد أظهرت تلك الوثائق عكس مايقوله السياسيين، وجاءت تلكالتسريبات التي نشرتها عدة صحف عالمية ضمن أكثر من ربع مليون وثيقة سريةصادرة عن السفارات الأميركية حول العالم. وتضمنت تلك الوثائق برقياتومذكرات ورسائل وتحليلات وتقارير اجتماعات لدبلوماسيين أميركيين مع قادةأجانب بينهم عرب.

ضرب إيران

ففي ما يخص إيران كشفت حزمة وثائق ويكيليكس الأخيرة، أن السعودية والبحرين كانتا من بين الدول التي حثت الولايات المتحدة وبشدة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وتقول إحدى البرقيات إن أحد المسؤولين السعوديين ذكر الأميركيين بأن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز طالبهم مرارا “بقطع رأس الأفعى” قبل فوات الأوان، في إشارة إلى إيران، وفي وثيقة أخرى يقول ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة للقائد العسكري الأميركي الجنرال ديفد بترايوس إن “هذا البرنامج يجب وقفه.. إن خطر تركه يفوق خطر الإقدام على وقفه”. وفي برقية يعود تاريخها إلى أيار 2005، حث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد العام للقوات المسلحة بدولة الإمارات أحد الجنرالات الأميركيين على استخدام القوات الأرضية في إزالة المنشآت النووية الإيرانية. أما سلطنة عمان -تشير إحدى البرقيات- فقد حثت الأميركيين على التأني في قراراتها والتفحص الدقيق في مطالبات الزعماء العرب بشن الحرب على إيران، وما إذا كانت مبنية على العواطف أم على المنطق.

مراقبة محتجزين

كما كشفت وثائق مسرّبة أصدرها موقع ويكيليكس أن العاهل السعودي طلب مراقبة جميع المحتجزين الذي أُخلي سبيلهم من معتقل غوانتانامو من خلال زرع رقاقة إلكترونية صغيرة في أرجلهم لمراقبة تحركاتهم، كما نصح الرئيس الأميركي بالعمل على استعادة مصداقية بلاده في العالم

وقالت صحيفة الغارديان نقلاً عن الوثائق المسرّبة أن الملك عبد الله “اقترح زرع شريحة تحتوي على المعلومات الخاصة بالمحتجزين السابقين في غوانتانامو لتمكين السلطات من تعقب تحركاتهم باستخدام تقنية بلوتوث، وذلك خلال اجتماع عقده في آذار من العام الماضي مع جون برينان مستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الارهاب، وأبلغه “أن التقنية استُخدمت مع الخيل والصقور“. 

وأضافت الصحيفة أن برينان رد على العاهل السعودي “أن مثل هذا الاقتراح من شأنه أن يواجه صعوبات قانونية في الولايات المتحدة”، لكنه أشار إلى أن تتبع تحركات المحتجزين السابقين في غوانتانامو “مسألة مهمة للغاية”، ووعد بمراجعة الاقتراح مع المسؤولين المعنيين بعد عودته إلى الولايات المتحدة

تنسيق إسرائيلي مصري

وبخصوص الشأن الفلسطيني سلطت وثيقة مسربة الضوء على تصريح للسفير الأميركي في مصر فرانسيس ريتشاردوني عام 2008 تضمن الإشارة إلى أن رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان أبلغه بأنه إذا سارت المفاوضات بسرعة، ربما تضطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للتنازل عن السلطة في غزة خلال ثلاثة أو أربعة أشهر

وفي نفس الموضوع كشف الموقع أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمرت دبلوماسيين أميركيين بجمع معلومات عن قادة حماس والسلطة الفلسطينية من خلال برقية موجهة إلى السفارات الأميركية في مصر وإسرائيل وعمان ودمشق والرياض

وفي سياق متصل كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في تل أبيب أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبلغ وفداً من الكونغرس الأميركي العام الماضي بأن إسرائيل أجرت اتصالات مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل شن عملية الرصاص المصبوب” على غزة

وفي برقية دبلوماسية أخرى تعود لعام 2007 عبر رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (موساد) مائير داغان عن وجهة نظر سلبية حول القيادة الفلسطينية، بالقول إنه بعد عقد على محاولة التوصل إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين فإنه لن يتم إبرام شيء

أما بالنسبة لدول الخليج العربي والأردن فقال داغان إنها جميعها تخاف إيران، ولكنها تريد أن يقوم شخص آخر بالعمل نيابة عنها، ووصف داغان قطر -حسب الوثيقة- بأنها مشكلة حقيقية، معتبراً أنها تلعب كل الأدوار في مسعى لتحقيق الأمان ودرجة من الاستقلالية

القذافي

كما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” إحدى البرقيات الدبلوماسية الامريكية التي نشرها ويكيليكس، تفيد أن الزعيم الليبي معمر القذافي غضب من الاستقبال الذي خصص له خلال زيارته الى نيويورك عام 2009، فامتنع عن الوفاء بوعد قطعه بتسليم روسيا كمية من اليورانيوم موجودة في بلاده

وكتبت الصحيفة الأمريكية على موقعها على الانترنت نص هذه البرقية التي تفيد أن الزعيم الليبي استاء جداً في ايلول 2009 من منعه من نصب خيمته في نيويورك، ومنعه من زيارة موقع “غراوند زيرو” حيث وقعت اعتداءات الحادي عشر من أيلول خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة

وتعبيراً عن استيائه هذا رفض القذافي الوفاء بوعد كان قطعه بارسال كمية من اليورانيوم تملكها ليبيا إلى روسيا، وجاء في البرقية أيضاً أن الزعيم الليبي الذي كان في السابعة والستين عام 2009 كان طوال تحركاته في نيويورك برفقة “ممرضة أوكرانية” وصفت في البرقية الامريكية بانها “شقراء مثيرة“. 

القاعدة الأمريكية تمنح قطر الثقة بنفسها

وتطرقت الوثائق الأميركية التي نشرها ويكيليكس إلى قطر وقناة الجزيرة، وقالت إن رئيس الموساد مائير داغان وصف قطر بأنها مشكلة حقيقية وأنها “تلعب كل الأدوار في مسعى لتحقيق الأمان ودرجة من الاستقلالية“. 

وجاء في برقية دبلوماسية أخرى تعود للعام 2007 أن داغان عبّر للأميركيين عن أنه يجب نقل القواعد الأميركية من قطر”، مشيراً إلى أن التواجد الأميركي هو الذي “يمنح قطر الثقة”، وبخصوص علاقة دول الخليج بالجارة ايران، ذكرت الوثائق أيضاً أن قطر بدت -خلافاً لدول الخليح- غير مقتنعة بأن إيران تدعم التمرد الحوثي في شمال اليمن. وصنفت وثائق أميركية أخرى قطر ضمن حلفاء إيران في المنطقة

وتطرقت الوثائق أيضاً إلى قناة الجزيرة، وقالت إن رئيس الموساد الإسرائيلي عبّر عنها بسخرية قائلاً إنها “قد تكون السبب القادم للحرب في الشرق الأوسط، وأشار إلى أن “بعض القادة العرب على استعداد لاتخاذ خطوات قاسية لإغلاق القناة ويحملون أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني شخصياً مسؤولية استفزازاتها“. 

الايرانيين كذابين

وكشف ويكيليكس أيضاً عن لقاءات سرية بين مسؤولين مصريين وأمريكيين رفيعي المستوى وذكرت أنه في 2 يوليو قام السيناتور جون كيري والسفيرة الأمريكية بالقاهرة بمناقشة التطورات الإقليمية مع الرئيس حسني مبارك بما في ذلك زيمبابوي، السودان، العراق، إيران، إسرائيل وفلسطين. وقال مبارك أنه يعمل على إيجاد حل للسودان، لكنه يفضل أن يفعل ذلك في “هدوء”، حذر مبارك من الانسحاب “المتهور” للقوات الأمريكية من العراق، وأنه أعطى هاتفه لنوري المالكي ولم يتصل به

ووصف الرئيس المصري الإيرانيين بأنهم كذابون، وقال أنهم يدعمون الإرهاب، وقال إن العرب لن يستطيعوا الانضمام للولايات المتحدة في تحالف دفاع رسمي ضد إيران خوفاً من انتقامها”، عبر مبارك عن الإحباط من عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية

سطحي ومتعال

كشف ويكليكس وثائق دبلوماسية سرية عن تقييمات أميركية محرجة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزراء في حكومتها، ونشرت مجلة دير شبيغل، جزءاً من الوثائق الدبلوماسية الأميركية السرية في عددها الصادر اليوم، وذكرت الأسبوعية أن معظم تلك الوثائق جاء من سفارتيْ الولايات المتحدة في تركيا والعراق، في حين جاءت 1719 وثيقة من السفارة الأميركية في برلين

وتركزت البرقيات السرية للدبلوماسيين الأميركيين -وفقا للمجلة الألمانية– حول الأوضاع السياسية في الدول التي تدور حولها التقارير، وبروتوكولات لمقابلات مع سياسيي هذه الدول، كما تضمنت توصيفا سيكولوجياً للحالة النفسية لهؤلاء السياسيين

وتصدر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله البرقيات الموجهة من السفارة الأميركية في برلين إلى واشنطن، حيث وصف السفير الأميركي الحالي في العاصمة الألمانية في رسالة تعود إلى خريف العام الماضي فيسترفيله بأنه “سطحي ومتعال، وصاحب أفكار فارغة، وفي حاجة لتعميق معلوماته في قضايا السياسة الخارجية المعقدة“. 

وفي المقابل أعطت بعض تلك التقارير المستشارة ميركل درجة جيدة في العمل الحكومي والخبرة بقضايا السياسة الخارجية، غير أن تقارير أخرى وصفتها بأنها عملية وغير مبدعة ونفعية، ولا تهتم من السياسة الخارجية إلا بما يخدم تعزيز شعبيتها وسياستها الداخلية“. 

وتطرقت الوثائق التي نشرتها دير شبيغل إلى شخصيات سياسية ألمانية أخرى، حيث وصفت إحداها رئيس وزراء ولاية بافاريا الجنوبية هورست زيهوفر بـ”الشعبوي اليميني الذي لا يفهم السياسة الخارجية”، ووصفت أخرى وزير الداخلية الحالي توماس دي ميزير بقلة الخبرة والرغبة في التعاون مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة “الإرهاب“. 

بن لادن بطل إسلامي

كما كشفت وثائق ويكيليكس عن وضع هش للعلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها باكستان، وعن أن برقية استخبارية أميركية أشارت إلى ضرورة تقوية العلاقات مع إسلام آباد وتحسين سمعة أميركا لدى الشعب الباكستاني بحد ذاته

وأوضحت صحيفة “واشنطن بوست” أن دبلوماسيين أميركيين يرون أنه من الضروري تصحيح وإنعاش وتقوية العلاقات بالشعب الباكستاني خشية تركه لقمة سائغة أمام الإغراءات التي يقدمها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي تقول إنه مختبئ بالمناطق القبلية على الحدود الباكستانية الأفغانية

وأشارت برقية مؤرخة في كانون الثاني 2010 ونشرها الموقع الإلكتروني لمجلة دير شبيغل الألمانية إلى أن الباكستانيين ينظرون إلى بن لادن بوصفه بطلاً إسلامياً في ظل وصف واشنطن له بكونه عدوها رقم واحد، وأضافت البرقية أن خطة توزيع ملصقات للحث على القبض على زعيم تنظيم القاعدة، عبر الاستعداد الأميركي لتقديم مكافأة مالية، من شأنها تحويله إلى بطل قومي.