Header Ad

التصنيفات

أسرار جديدة: من صندوق ( عمر سليمان)

نشر موقع الكتروني مصري متخصص بالقضايا الجدلية خمس حلقات لأسرار تكشف لأول مرة من صندوق وزير جهاز المخابرات المتوفى عمرو سليمان , وتكشف الحلقات بحسب الموقع المؤامرة التي أُحيكت ضد مصر ..

نترككم مع الحلقات 1 و 2 و 3 و4……………………..اليوم مع الحلقة 1+2

ظن كثيرون أن وفاة رئيس المخابرات العام السبق اللواء عمر سليمان الغامضة فى مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة، تعنى أن الصندوق الأسود الذى توعد بفتحه حين أعلن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية قد أغلق للأبد.. لكن ما لا يعلمه الكثيرون أنه بدلا من التخلص من صندوق أسود واحد أصبح هناك عدد كبير من الصناديق السوداء الجاهزة للفتح، والانفجار وكشف حقيقة ما كان يجرى فى العالم السري الذى لا يعلم عنه الناس شئيا.

ح1

وتأتى أهمية فتح أحد هذه الصناديق وتفريغ محتواها فى أنها تكشف التفاصيل السرية التى حكمت المشهد السياسي فى مصر قبل 25 يناير 2011 وبعده، والعلاقات السرية بين الحكم والمعارضة والإخوان، وتفاصيل التحركات الدولية تجاه مصر، والأهم الاتصالات الإخوانية الغربية التى مهدت لهم الطريق لإزاحة الرئيس السابق حسنى مبارك والسيطرة على حكم مصر.

أوباما نقطة تحول                         

حين أعلن فوز الرئيس الأمريكى باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية استشعر عمر سليمان الخطر، ورغم أن أول اتصال هاتفى أجراه أوباما بعد تنصيبه كان نع الرئيس السابق حسنى مبارك، فإن عمر سليمان كان مدركا أن وصول أوباما لحكم أمريكا يعنى أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على السيناريو الأسوأ، وحسب تعبير عمر سليمان فإن بارك حسين أوباما يمثل القلب الصلب داخل أمريكا (وهو هنا يعني تلك العصبة التي تدير شئون الدولة في أمريكا داخل المخابرات والبنتاجون والتى لا تتأثر بتغير الرئيس) مثل لهم باراك حسين أوباما الفرصة المناسبة تماما لذلك كان هناك سعيا لإنجاحه وهو ما أفصح عنه منافسه في الإنتخابات الرئاسية على إستحياء دون تفاصيل لكن عمر سليمان كان يملك الكثير من التفاصيل.

قبل وصول باراك أوباما للحكم كانت أمريكا قد قضت فترة عسكرية بأكثر مما ينبغي وعصبية بأكثر مما تحتمل وضرورية بأكثر من تملك الإدارة الأمريكية ترف تغيرها…………لكن تلك الفترة كانت قد انقضت تماما مع وصول باراك حسين أوباما للحكم فهو يملك الثلاثية التى تحدث عنها هنري كيسنجر كثيرا في وصفه للرئيس الأمريكي الذي يمكنه أن يدير الشرق الأوسط ، فباراك حسين أوباما مسلم في نظر البعض في الشرق الأوسط أو على الأقل هكذا أريد أن يروج له ، وباراك حسين أوباما هو الرئيس الأسود الوحيد في الغرب ونحن هنا نتحدث عن الغرب بأكمله وليس عن الولايات المتحدة فقط وهو ما يمنحه تميزا فيما يخص مجتمعات الملونين سواء داخل أمريكا أو خارجها، وباراك حسين أوباما كان قبل إنتخابه أقرب المرشحين الرئاسيين لفهم رغبات وتوجهات القلب الصلب الأمريكي …لم تكن مجرد إستنتاجات من القلب الصلب الأمريكي لكنها كانت معلومات بحكم تعامل سابق بين الفتى الجامعي الأسود و(كشافة القلب الصلب) داخل الجامعة ..كانوا يعرفونه جيدا وكانوا قادرين على التأثير فيه وأيضا مساعدته.

سليمان ومبارك

 عمر سليمان كان يعلم ذلك تماما فقد أدار واحدة من أعقد شبكات المعلومات العاملة على الأراضي الأمريكية دون أن يضبط متلبسا مرة واحدة وكان الأمريكان في النهاية يتغاضون عن بعض ألاعيبه بينما كان هو الآخر يقدم بعض الخدمات وفي النهاية كثيرا ما يكون قادة أجهزة المخابرات وضباطها أقرب لبعضهم البعض من قرب قياداتهم السياسية لهم……..أبلغ عمر سليمان مبارك أن باراك أوباما لا ينظر لمصر بالشكل الذي كان ينظر لها به من قبل ..أوباما أكثر جرأة في التصور وأكثر ميلا لوزن الأمور بوزنها الطبيعي وهو ينظر لمصر بإعتبارها ضمانة للإستقرار وهو ما أثبتته خلال عقود حكم مبارك سواء أثناء حربي الخليج أو من خلال تدخلها بين حماس وإسرائيل لكن أوباما ينظر بشكل مختلف فهو يجد أن أفضل ما يقدمه لأمريكا هو إكمال ما وجده ناضجا وقت توليه :شرق أوسط جديد ينتظر قص الشريط. ….أوباما كان مؤمنا بأن الأمور مواتية كي يصبح الرئيس الأمريكي الذي فرض حدود الشرق الأوسط الجديد وبعيدا عن حديث طويل داخل نطاق نظرية المؤامرة فإن حدود الشرق الأوسط الجديد إختفت منها كثير من الدول كان من بينها مصر.

أوراق الشرق الوسط الجديد فى عهدة المخابرات

 حصل عمر سليمان على حزمة من الأوراق المهة تشرح التفاصيل بدقة متناهية في كل دولة وكان الأمر فقط يحتاج لتحديد أضعف نطاق الحلقة لتنفيذ الخطوة الأولي فقط وكانت تلك الأوراق ضمن أوراق عمر سليمان التى حاول عرضها على مبارك كاملة لكن مبارك كعادته كان يهوى الخطوط العريضة …مجرد عناوين لا أكثر ولا أقل وهي طريقة مقبولة في إدارة شؤون الدول فليس كل الرؤساء ينغمسون في التفاصيل المعقدة ويتركون ذلك لقادة الأجهزة والمتخصصين لكن في تلك الحالة فإن مقترحات رؤساء الأجهزة تؤخذ بعين الإغتبار لكن المشكلة أن مبارك قرأ الخطوط العريضة لعمر سليمان وعندما قرر التصرف فإنه إستخدم وزير داخليته حبيب العادلي.

مبارك يستقبل أوباما فى شرفة قصر القبة

 وعلمت المخابرات المركزية الأمريكية السي آي إيه أن عمر سليمان قد وصلته تلك الأوراق وعلى الفور خرجت المقترحات تطالب أوباما بتأجيل زيارته للقاهرة خوفا على حياته لكن ذلك لم يكن ممكنا سياسيا وتم الإستعاضة عن ذلك بالكثير من الإجراءات الأمنية الغير مسبوقة حتى في زيارات رؤساء الولايات المتحدة للشرق الأوسط فبدلا من إستقلال أوباما لسيارة تقله هو وهيلاري كلينتون إلى جامعة القاهرة التى أصر على إلقاء خطاب تحت قبتها منفردا دون أن يصحبه مبارك تغيرت الخطط الأمنية للموكب تماما فتم تجهيز طائرة الرئاسة التي لم تكن في الحسبان لنقل أوباما وهيلاري كلينتون والوفد المرافق لهما إلي جامعة القاهرة ليهبط أوباما أمام قبة الجامعة ويدخل دون سابق إنذار أو إعلان إلي القاعة……أيضا تم إلغاء لقاء محدد سلفا لأوباما مع  السفير الإسرائيلي بالقاهرة «شالوم كوهين» والعاملين بالسفارة بمقر السفارة القريب من جامعة القاهرة بعد خطاب أوباما بجامعة القاهر أيضا لدواع أمنية وإضافة لذلك تم إغلاق السفارة الإسرائيلية ومنح الدبلوماسيين الإسرائيليين أجازة بدلا من اللقاء.

أوبما يلقى كلمته فى جامعة القاهرة

 أوباما كان يدرك أنه بمثابة رجل يعلن الحرب على مصر من داخل مصر وفي وجود الرئيس الشرعي للبلاد لكنه كان يتصرف بمنطق أنه رئيس الدولة التى تحكم العالم والتى سأمت من الكيانات الصغيرة التى تحصل على معونات من أمريكا بينما تعارضها كثيرا …تحديدا كان أوباما يهمس لهيلاري كلينتون أن تلك الزيارة هي آخر زيارة لرئيس أمريكي إلى مصر لأن مصر لن تستمر في الوجود طويلا ( فيما بعد زار اوباما إسرائيل والأردن ورفض زيارة مصر في عهد مرسي لأنه كان يريد الحفاظ على وعده) ومبارك من جهته كان يدرك أن الأمر قد شارف الإنتهاء ..لم يعد يفكر في توريث أو حتى إعادة الترشح للرئاسة وكان يري أن الحل الأمثل تصعيد عمر سليمان وتأهيله لكي يصبح الرئيس القادم لمصر ففي النهاية هو من يعلم كل التفاصيل حول المخطط القادم.

عمر سليمان كان مؤمنا بأن مصر ستصبح مندفعة نحو مواجهة بالسلاح على أرضها وضد أعداء من داخل الوطن نفسه وكان يؤمن أن رجلا مدنيا على رأس الدولة لن يكون مناسبا لقيادة تلك المرحلة التى كان يتوقع خلالها مواجهة ليست عسكرية بالمعنى الحرفي للكلمة لكنها أمنية في مجملها يتخللها عمليات عسكرية كان يراها ضرورية للسيطرة عبر قوات خفيفة محمولة على محاور معينة في سيناء والصحراء الغربية الجبهة الجنوبية.

الإخوان وأمريكا على الخط

 إنصرف مبارك عن كل ذلك إلى شئ آخر تماما، الإخوان لن يحصلوا على أي فرصة داخل مجلس الشعب القادم عقابا لهم ،أموالهم يجب أن تراقب بدقة والحزب الوطني يجب أن يمارس قدرا أكبر من التواصل مع المواطنين…..لكن عمر سليمان كان يجد أن الإخوان يجب أن يحصلوا على مقاعد تناسب حظوظهم في الشارع ولا يجد غضاضة في دخول عدد منهم لتولي حقائب وزارية ضمن تصور خاص به لإخراجهم للنور ووضعهم في مواجهة الشعب بينما كان يري أي حديث عن الحزب الوطني مجرد مضيعة للوقت …كان يتصور أن تواصلا مع اليسار الطلابي يمكن أن يكون أفضل كثيرا لكنه كان قلقا فيما يخص الوقت المتاح قبل تفجر الأوضاع.

وبينما كان مبارك يضع تصورات مبهمة لسيناريو الخروج والإنسحاب من المشهد السياسي وكان يصرح بين الحين والحين لزكريا عزمي بأن تحديد وقت (إستراحة المحارب) أهم من إمكانية البقاء على الساحة بينما كان يتحدث كثيرا لعمر سليمان عن أن أنسب وقت للخروج من الساحة السياسية كان مع وفاة حفيده وهو ما كان عمر سليمان موافقا عليه كثيرا ويري أن القرار لو كان قد إتخذ في تلك الفترة فإن مبارك كان سيبقي مقربا من رجل الشارع المصري مهما حدث وبالتالي فإن الرئيس القادم لو كان من داخل المؤسسة العسكرية كان سيجد أجواء مناسبة كثيرا لتجهيز البلاد لما هي مقدمة عليه خاصة أن عمر سليمان في تلك الفترة قد أصبح على علم بتحركات إخوانية ولقاءات تدور في تركيا بين قيادات من الإخوان ومخططين إستراتيجيين من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأن تلك اللقاءات كان ينضم إليها بين وقت وآخر عناصر من المخابرات التركية أو القطرية سواء لبحث أمور تخص التمويل أو التجهيز لكن في النهاية كانت أسماء عناصر المخابرات الأمريكية التى تلتقي الإخوان في تلك الفترة كافية لعمر سليمان ليدرك أن ساعة الصفر قد إقتربت وأن هناك ضوء أخضر للتنفيذ قد أضئ عبر المحيط وبقى معرفة ساعة الصفر لكن عمر سليمان كان مصرا في النهاية على أن الإخوان لن يتحركوا في شكل مواجهات على الأرض …سيستخدمون غيرهم ويجعلوهم وقودا لمعركتهم ولن يتحركوا سوى في اللحظات الأخيرة لكن عمر سليمان كان يرى أن الجماعات السياسية على الأرض غير مؤهلة لتحرك فعال لدرجة إسقاط نظام أو إحداث فوضي شاملة وهنا بدأت سيناريوهات عديدة تخضع للدراسة كان منها إمكانية تسريب عناصر من حركات إسلامية أخرى من خارج البلاد إلى داخلها لإشعال بعض المواقف وإستباق النتائج لكنه ظل متابعا للأمور بدقة حتى اللحظة الأخيرة.

ح2

تعتبر تركيا أحد المحطات المهمة التى تنشط فيها المخابرات المركزية الأمريكية، منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وتأسيس حلف شمال الأطلنطى، فهى بلد أوروبي وأسيوى، وبها أكبر قواعد أمريكية خارج الديار، كما أنها قريبة من وسط أسيا حيث النفوذ التقليدى للاتحاد السوفيتى السابق.وكذلك كانت ولا تزال تركيا من أهم محطات المخابرات الإسرائيلية الموساد، إلى جانب جزيرة قبرص وألمانيا.. لجل ذلك لم تغب تركيا أبدا عن نظر المخابرات المصرية.

ومنذ تأسيس جهاز المخابرات العامة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أصبحت تركيا أحد المحطات المهمة للمخابرات المصرية، لمتابعة أجهزة المخابرات العالمية خاصة الأمريكية والإسرائيلية الناشطة، ولتجنيد العملاء الأتراك الرافضين للتقارب التركى الإسرائيلي من ناحية، ولذلك يصعب الشك فيهم حين يتم زرعهم فى إسرائيل.. وتحفل سجلات المخابرات الصميرة بعمليات ناجحة لزرع عملاء أتراك فى قلب إسرائيل.

وحين تولى عمر سليمان قيادة جهاز المخابرات قرر نقل مركز الثقل الجهاز إلى تركيا وهو ما لم يكن مفهوما كثيرا في ذلك الوقت حتى للكوادر التى قامت بتنفيذ التوجه الجديد لكن فيما يخص عمر سليمان فإنه كان يسعي وراء شئ يدركه دون أن يراه ويشعر به ودون أن يستطيع ضبطه وفي سبيل ذلك قرر عمر سليمان إضافة إلى نقل مركز الثقل إلى تركيا وضع مصفوفة جديدة من الكلمات الحمراء لإتصالات الإنترنت ،والكلمات الحمراء في مفهوم رجال المخابرات هي الكلمات التى ما أن يتم نطقها أو كتابتها حتى تبدأ أجهزة التنصت القيام بتسجيل كل شئ لحين الحاجة إليه أو الرجوع إليه وعلى خلاف ما يتخيل الكثيرون فإن البرامج التى تقوم بذلك ليست ضمن نطاق الاتفاقات الأمنية بين مصر وأمريكا لكنها مجموعة من البرامج التى قام بتطويرها خبراء مصريون.

لم يكن عمر سليمان يثق كثيرا في التعامل مع أمريكا بأفق مفتوح وكان يردد دائما أن إسرائيل تتعامل مع أمريكا بشكل مختلف عن ما يراه العالم وكان محقا في ذلك فإسرائيل تحتفظ بعلاقات إستخباراتية قوية مع أمريكا لكنها لا تجد غضاضة في التحوط منها بل وممارسة أعمال الجاسوسية والجاسوسية المضادة أيضا على أراضيها……………..نفس الأمر كان متبعا داخل جهاز المخابرات المصرية لكنه وبعد عام 2009 أصبح أكثر حدة للدرجة التى دفعت أجهزة الأمن الأمريكية لإعادة بعض المبعوثين الدراسيين إلى مصر كما دفعتهم لتشديد الرقابة على مراسلات السفارة المصرية ولقاءات الدبلوماسيين المصريين هناك.

كنز منزل أنقرة الآمن

 ونتيجة لتكثيف العمل المخابراتى المصري على الأراضي التركية رصدت عناصر المخابرات فى  شهر فبراير 2010 لقاءات على مدار ثلاثة أيام في أحد البيوت الآمنة بأنقرة لعناصر من الإستخبارات الأمريكية وثلاث قيادات من الإخوان المسلمين وصلوا قبل بداية اللقاءات بيوم واحد وكان اللقاء الأول مغلقا ضم فقط القيادات الإخوانية الثلاث وعنصرين من الإستخبارات الأمريكية انضم لهم في المساء ضابط مخابرات تركي وامتد اللقاء إلى الساعات الأولي من الصباح………….في اليوم التالي تم عقد إجتماع آخر انضم له مدير هيئة الاستخبارات والأمن القطري الذي غادر إلى الدوحة في نهاية اليوم مصطحبا معه واحدا من عناصر الإستخبارات الأمريكية……….في اليوم الثالث عقد اجتماع آخر ضم كافة الأطراف السابقة بما فيها قائد هيئة الاستخبارات والامن القطري وضابط المخابرات الأمريكي الذي غادر معه الليلة الماضية وفي المساء غادرت القيادات الإخوانية إلى الدوحة لتعود بعد ذلك بيومين إلى أنقرة لتقفز الإحتمالات إلى أقصاها بعد أن إلتقي أحد مساعدي الرئيس التركي بالقيادات الإخوانية الثلاث قبل أن يغادروا متجهين إلى القاهرة مرورا بالدوحة في اليوم التالي.

المخابرات المصرية تفض تفاصيل الاجتماعات السرية

 وتوصلت عناصر المخابرات المصرية لما حدث أثناء تلك الإجتماعات المحمومة ليتضح بشكل ملخص أن العناصر الإخوانية توجهت لأنقرة قادمة من الدوحة التى دخلوها تحت ستار العمل ضمن فريق طبي خاص ينشط في مجال الدعم الطبي داخل قطاع غزة تحت لافتة إسلامية وهناك تم منحه جوازات سفر قطرية استخدموها في مغادرة الدوحة والدخول إلى تركيا حيث تمت اللقاءات وفي النهاية عادوا إلى الدوحة ليستخدموا جوازات السفر المصرية أثناء رحلة العودة إلى مصر

 وحسب المعلومات التى توصلت إليها المخابرات المصرية فإن الاجتماع الأول بين القيادات الإخوانية وضباط المخابرات الأمريكية جرى خلاله مناقشة سيناريو ما بعد مبارك وكان هناك إلحاح على أن يقدم الإخوان معلومات عن العناصر التابعة لهم داخل الجيش ضمن خلاياهم النائمة وأصرت القيادات الإخوانية على أن الأمر لا يمكن فضحه حتى للأصدقاء في واشنطن لكنهم إكتفوا بالتأكيد على أن خلاياهم داخل الجيش فاعلة وقادرة على إحداث الفارق عند الضرورة.

ضباط الإستخبارات الأمريكية كان لهم تقدير مختلف للأمر حيث تداولوا في المساء حول كون الإخوان يقدرون قوة عناصرهم بأكثر من الحقيقة سواء عن جهل أو عن رغبة في طرح أنفسهم كبديل آمن لنظام مبارك يملك القدرة حتى على التدخل داخل أحد الفاعلين سياسيا في الدولة المصرية …الجيش

 أما عن إنضمام ضابط المخابرات التركي فقد كان الأمر روتينيا تتخذه خلية الشرق الأوسط في الاستخبارات التركية التى نشطت خلال العامين السابقين في العمل وفقا لتصور جديد لشكل الشرق الأوسط وكان دوره أشبه ما يكون بضابط الاتصال بالقيادة السياسية التركية……وتوصلت المخابرات المصرية إلى أن الرحلة المفاجئة للقيادات الإخوانية بصحبة ضابط المخابرات الأمريكي إلى الدوحة جاءت بعد وصول الأمر لمرحلة حاسمة حول شكل التحرك خلال الفترة القادمة وأشكال الدعم والتمويل وإمكانية قيام قطر بتقديم ملاذ آمن لعناصر إخوانية في حالة فشل الأمر حيث عبر أحد القيادات الإخوانية عن عدم رغبة الإخوان في تكرار معاناتهم في عهد جمال عبد الناصر…….في النهاية انضم قائد هيئة الاستخبارات والامن القطري قادما من الدوحة لينهي الأمر وفقا لصلاحياته حيث أيضا تم إعتماد المبالغ المخصصة لتمويل شكل الحراك خلال الفترة القادمة وساهمت قطر وفقا لتلك المعلومات بثلاثة مليارات دولار نقدا جرى تحريكها خارج نطاق الجهاز المصرفي.

المعلومات على مائدة مبارك

 هنا كانت الأمور قد أصبحت قابلة للطرح على الرئيس حسنى مبارك وهو ما قام به فعليا عمر سليمان الذي عرض الأمر على مبارك الذي نظر للأمر بأكمله بطريقة مغايرة تماما لعمر سليمان حيث أكد على أن قطر(متعرفش تعمل شغل في مصر).

عمر سليمان كان يرى مخرجين إما أن يدخل الإخوان لساحة الصراع السياسي ووضعهم تحت المجهر ثم تفجير القضية برمتها وإما أن يقوم عمر سليمان بتقديم ما تجمع لديه من أدلة لسلطات التحقيق التى أصر على أن لا تكون عسكرية (لم يكن عمر سليمان من المؤيدين للمحاكم العسكرية فيما يخص الإخوان) وكان يرى أن المحاكم العادية بإجراءاتها التى تستمر وقتا طويلا ستكون أكثر مناسبة للحدث ووضع الإخوان تحت المجهر أمام الشعب لكن مبارك رفض لسبب غريب حين قال ما فحواه أن عمر سليمان يريد من مصر أن تعترف بأنها انتهكت سيادة ثلاث دول صديقة أمريكا وقطر وتركيا وأنها مارست أعمال مخابراتية على أراضي تلك الدول ….مبارك كان يرى أن ذلك التحرك سيدفع بالأمريكين إلى حافة الجنون وأنهم قد يفعلون أي شئ في تلك الحالة دون أن يوضح ما هو هذا الشئ.