Header Ad

التصنيفات

“آسيا” تزور قرية “مذبحة الشيعة” بمصر

قرية صغيرة تدعى أبو مسلم، بها عدد أسر شيعية قليل جدا، باتت مشتعلة بعد حادث الاعتداء الأليم والمذبحة التي جرت بحق أربعة مصريين شيعة.

 لا أحد في مصر يتحدث عادة عن سني أو شيعي، لكن الآونة الأخيرة بات الاحتقان فيها هو سيد الموقف، ليس في القرية الصغيرة فحسب، بل في مصر كلها، بعد حديث الرئيس مرسي نفسه عن فتح باب الجهاد في سوريا ضد “بشار” الشيعي في مؤتمر الاستاد الشهير منذ أسبوع تقريبا، وتحدث الداعية “محمد حسان” عما أسماه خطر الشيعة – في نفس المؤتمر – قائلا “الشيعة والروافض هم أخطر على الإسلام من الكفار”.

وطيلة الخمس أشهر الفائتة، ازدادت لغة العداء ضد الشيعة بشكل ملفت، رغم أن الشيعة عددهم في مصر لا يتجاوز مليون شخص بالنسبة لآخر إحصائية للمركز المصري للتعبئة والإحصاء، إضافة إلى أن الشيعة لا يفعلون شيئا ويتعايشون مع بقية الناس بالشكل الذي اعتادت عليه مصر طوال السنوات الماضية

وكالة أنباء آسيا، ذهبت إلى القرية الصغيرة للوقوف على حقيقة ما حدث، عايشت القرية ليوم كامل لتعرف من دبر وخطط لمثل هذه المذبحة البشرية التي حدثت بحق مصريين، فقط يختلفون في العقيدة

يقول أحد أبناء القرية وشاهد عيان على المذبحة ويدعى حسين محمد، “فوجئت بعدد من السلفيين وأصحاب ” الذقون” على حد تعبيره ينشرون بين الناس أن هناك شيعة ممن يسبون الصحابة والسيدة عائشة سوف يمارسون طقوسا شيعية “كافرة” والتي من بينها سب الصحابة والسيدة عائشة“. 

يستمر حسين ويقول ، “عمدة القرية توجه إلى البيت والذي يمكله “شحات عمر العريانوهو شيعي المذهب، وأحد من قتلوا في المذبحة، وأخبرهم أن هناك من يثيرون أهالي القرية ضدهم لقتلهم، وطالبهم بضرورة الخروج من القرية لأن هناك من يشعل الناس ضدهم، لكنهم رفضوا واستمروا في منزلهم “. 

ويضيف استمر محرضوا الفتنة على تحريض الناس وهو ما حدث بالفعل وتجمهر الآلاف من المواطنين أمام منزل العريان وكان به الشيخ حسن شحاته واثنين من أشقائه وبدأوا الهجوم على المنزل وإلقاء الحجارة عليه وقنابل المولتوف الحارقة لإجبار من بداخله على الخروج

يقول علاء عبد المنعم أحد شهود العيان على الحادث “كان الآلاف يتجمعون على الشيعة واستطاع الأمن إخراج بعضا منهم من بين أياد الأهالي، وكان عددهم عشرين تقريبا لكن الشيخ حسن شحاتة وثلاثة آخرين لم يستطيعوا الفرار من بين براثن الأهالي الذين قاموا بتعذيبهم أكثر من ثلاث ساعات، كانوا يقتلونهم بكل شيء بالعصي والسكاكين والسيوف، طوال ٣ ساعات كانوا يعذبونهم قبل أن يجهزوا عليهم في الأخير

ويضيف علاء ” قام أحد المجرمين بتلقين أحد القتلى الشهادة والذي كان أثخنه الناس ضربا قبل أن يجهز عليه قائلا “قول الشهادة “، وعندما ردد القتيل الشهادة قام المجرم بطعنه بالسكين في عينه مرددا عبارة “موت بقى يا ابن الكلب، وقام بعدها بفصل رأسه عن جسده

بينما قال محمود حامد من أبناء القرية إن الأمن ظل واقفا دون التدخل لمنع قتل الضحايا، وردد أحد اللواءات ” لو دخلنا الناس هتقتلنا”، مضيفاً ” أن الأمن في نهاية الأمر وبعد قتل الأربعة قام بسحب الجثث لتسليمها إلى مستشفى الحوامدية “. 

عمرو حمزاوي المفكر قال أن ما حدث في أبو النمرس سببه “هو نتيجة للخطاب الديني المتطرف الذي يردده شيوخ التطرف، وتأجيج صراعات مذهبية لم تعرفها مصر من قبل، والمسئول عن ذلك الرئيس الذي دعا إلى ما أسماه للجهاد في سوريا وصمت عن قيام شيوخ في المؤتمر بسب الشيعة والمطالبة بقتلهم “. 

الكاتب الكبير بهاء طاهر والذي يقود اعتصام المثقفين أمام وزارة الثقافة المصرية ضد أخونتها قال في تصريحات لوكالة أنباء آسيا ” ما حدث في قرية أبو مسلم أن الإخوان والتيار اليمين المتطرف يتحمل المسئولية كاملة تجاه ما حدث، مشيرا إلى أن هذا الحادث غريب على مصر وعلى الشعب المصري، لكن الخطاب الديني المتطرف طوال الشهور الماضية هو السبب فيما حدث، وهذه نتيجة طبيعة لحكم الإخوان المسلمين الذي ينفذ مشروعا أمريكيا في جعل المنطقة العربية كلها منطقة صراع مذهبي وطائفي”، وتمنى الكاتب الكبير ألا يتكرر مثل هذا الحادث الفترة المقبلة

ورغم أن حزب النور السلفي قد تبرأ مما حدث وأكد على لسان المتحدث الرسمي باسم الحزب نادر بكار، رفض الحزب لأحداث زاوية أبو مسلم، إلا أن الشيعة في مصر حملوا السلفيين والإخوان ما حدث، وقام عدد من شباب الشيعة على موقع التواصل الاجتماعي بنشر صور لمؤتمرات لحزب النور كان قد نظمها الحزب طوال السنة الماضية تحت شعار ” الشيعة هم العدو فاحذرهم “. 

وقال محمد حمدي أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان “إن حادث أبو مسلم هو دليل على انهيار قيم القرية وقيم المجتمع المصري، وأن هناك حالة من الردة الأخلاقية التي أصابت المجتمع في خلال السنوات القليلة الماضية وقام الخطاب الديني المتطرف وغياب الأمن والقانون بتغذية هذه الردة الأخلاقية، كما أن السلطة الحاكمة هي التي تتبى هذا الخطاب المتطرف “.