Header Ad

التصنيفات

الـ”جهاديون” أين يذهبون بعد سوريا؟

الـجهاديون أين يذهبون بعد سوريايقول مراقبون إن على الولايات المتحدة أن تتدخل وتعمل مع حلفائها في تركيا ولبنان والأردن والعراق للمساعدة على تأمين أفضل للحدود ومنع محاولات تسلل المقاتلين الإسلاميين إلى سوريا.

ويجب أن تنسق الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية في هذا الإطار أيضا، خاصة على صعيد حض بعض علماء الدين في المملكة للشباب على الجهاد في سوريا وتشجيعهم. إذ ما مصير هؤلاء المقاتلين بعد انتهاء الصراع في سوريا؟

ففي ثمانينات القرن الماضي عاد بعض المقاتلين إلى أوطانهم من أفغانستان والجهاد ضد الاتحاد السوفياتي، وحاولوا الإطاحة بالحكومات مستخدمين مهاراتهم التي اكتسبوها هناك.

كما تجمع آخرون في إطار تنظيم القاعدة موجهين كافة جهودهم المعادية إلى الغرب. لذا فإنّ من الواجب على واشنطن أن تبدأ التفكير في كيفية كبح مثل هذه السيناريوهات في أعقاب انتهاء الصراع في سوريا.

يلعب المسلمون الأجانب دورا في القتال الدائر ضد الجيش السوري ولو أنّه دور صغير حتى الآن. لكن القلق الأكبر هو من اتخاذ الثورة طابعا دينيا مع بدء الإسلاميين الذين يتبنون خيار العنف بالدعوة إلى الجهاد في سوريا.

يكمن أحد الأسباب في أنّ اختراق الـ”جهاديين” في سوريا يعود إلى غض النظام الطرف عنهم سابقا عندما كان المقاتلون الأجانب يمرون من البلاد للإنضمام إلى القاعدة في العراق بين عامي 2004 و2007.

وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذه الشبكات باتت أقل نشاطا بين عامي 2009 و2010. لذا فإنّ العناصر الـ”جهادية” اليوم الموجودة في سوريا أو التي تدخل إليها لم تبدأ من الصفر بل إنّ لديها اتصالاتها لجلب المزيد من المقاتلين من العراق والمغرب العربي وأوروبا.

لا يوجد معلومات مضمونة بالكامل لعدد المقاتلين الأجانب في سوريا، لكنّ عدة مصادر تحدثت عن وجودهم.

ففي دراسة استقصائية للتقارير الإخبارية باللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية تبين أنّ 33 منها على الأقل أخذت أحاديث مع مقاتلين ووسطاء أجانب في سوريا، مؤكدين مقتل بعض الأفراد أو اعتقالهم على الحدود.

ومن خلال هذه الأدلة فإن عدد المقاتلين الأجانب بما بين 700 و1400 دخلوا أو حاولوا دخول البلاد هذا العام فقط. وبالنظر إلى حركة التمرد المسلحة في سوريا التي تضم 18 ألف مقاتل، فإنّ الأجانب من بينهم يشكلون نسبة معتبرة تصل إلى 4.7 في المئة.

وبالمقارنة بين الوضع السوري على صعيد الـ”جهاديين” مع دول إسلامية أخرى تبرز لدينا أرقام مفيدة.

فعلى صعيد المثال يقدر الخبراء أنّ المقاتلين الأجانب شكلوا ما بين 10 إلى 15 في المئة من المقاتلين الناشطين في أفغانستان في الثمانينات، وشكلوا ما بين 1 إلى 3 في المئة من المقاتلين في البوسنة في التسعينات، و3 في المئة من مقاتلي الشيشان في التسعينات، ومن 1 إلى 3 في المئة في أفغانستان خلال العقد الماضي، وما بين 4 إلى 10 في المئة من المقاتلين في العراق ما بعد سقوط صدام حسين. لذا فإنّ التقديرات الحالية في سوريا لعدد الـ”جهاديين” الأجانب تعتبر متوسطة.

ومن بين المقاتلين الأجانب في سوريا عرب من لبنان والعراق والأردن وفلسطين والكويت وتونس وليبيا والجزائر ومصر والسعودية والسودان واليمن، بالإضافة إلى غيرهم من المسلمين في العالم خاصة من جنوب ووسط آسيا كأفغانستان وبنغلادش وباكستان، وينضم إليهم أيضا غربيون من بريطانيا وبلجيكا وفرنسا والولايات المتحدة.

والعدد الأكبر ما بين 500 إلى 900 مقاتل يبدو أنّه يأتي من دول الجوار لبنان والعراق وفلسطين والأردن، ممن شاركوا في القتال ضد الولايات المتحدة في العراق بمعظمهم. أما ثاني أكبر تجمع أي ما بين 75 إلى 300 مقاتل فهم من المغرب العربي؛ ليبيا وتونس والجزائر.

وعبر معظم المقاتلين إلى سوريا من خلال الأراضي اللبنانية والتركية. وأعداد أقل عبرت من خلال الأردن والعراق.

أما بالنسبة للتدريبات القتالية فقد ذكرت بعض التقارير أنّهم يتلقونها في مخيمات نظمت في لبنان وليبيا. ويبدو أنّ الـ”جهاديين” يستخدمون في لبنان مخيمات مبنية في سهل البقاع منذ عام 2008، عقب سيطرة حزب الله على بيروت.

أما في ليبيا فالمخيمات الخاصة بالتدريب بنيت في الصحراء قرب هون في الجبل الأخضر شرقا لتدريب الـ”جهاديين” من المغرب العربي وأوروبا.

أما تنظيميا فالعديد منهم مرتبط بالجيش السوري الحر، لكنّ آخرين، خاصة اللبنانيين، يعملون بشكل مستقل كميليشيات وكتائب. ومن هذه المجموعات اللبنانية عناصر من فتح الإسلام، وكتيبة عبد الله عزام، حيث يقاتلون تحت اسم “مجاهدين” دون ذكر فصائلهم.

كما ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أنّ مجموعة ليبية يقودها عبد المهدي الحاراتي، المقرب من عبد الحكيم بلحاج القائد السابق الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة السابقة، انضمت إلى الصراع في سوريا.

وليس هنالك أدلة بعد على أنّ المجموعة السورية المحلية “جبهة النصرة” قد ضمت أجانب إلى صفوفها، لكنّ بعض المقاتلين الأجانب لديهم، على الأقل، علاقات مع الجبهة.

وعلى الرغم من تسرب المقاتلين الأجانب إلى الصورة في سوريا، فإنّهم ما زالوا نقطة في بحر المقاتلين السوريين الذين يحاربون النظام. كما انّ كلّ التقديرات تشير إلى أنّ 90 في المئة من المقاتلين في سوريا ليسوا من الأجانب وليسوا من الـ”جهاديين” أساسا.

ومع ذلك فإنّ القضية تستحق الملاحظة، فمع استمرار الصراع طويلا سيحاول المزيد من الـ”جهاديين” الإنضمام ما قد يزيد من تأثيرهم ونفوذهم في الأحداث الجارية في البلاد. “وكالات