Header Ad

التصنيفات

استقالة رئيس تحرير «التايمز» لماذا ؟

أثار تقديم رئيس تحرير صحيفة «التايمز» جيمس هاردينغ، استقالته من منصبه ضجة واسعة في بريطانيا، حيث هناك إجماع على أن الاستقالة هي من ذيول فضيحة التنصت على المكالمات الهاتفية التي تورط فيها العاملون في امبراطورية ميردوخ الإعلامية ونتجت عن تفاعلات هذه الأزمة داخل مؤسسة «نيوز إنترناشونال» التي يملك ميردوخ أكبر حصة من الأسهم فيها والتي ما زالت تصارع للإفلات من المحاسبة بسبب الخروقات القانونية العديدة التي ارتكبها العاملون فيها.

وتزامن إعلان هاردينغ عن استقالته في بيان وزعه على وسائل الإعلام مع الكشف أن التعويض الذي قبضته من المؤسسة ربيكا بروكس، مديرة الأعمال السابقة لميردوخ، الذي أعلن عنه سابقاً لم يكن صحيحاً وأنها قبضت مبلغ 10.82 مليون جنيه استرلينية وليست 7 ملايين جنيه، مثلما أعلن سابقاً.

وأحدثت استقالة هاردينغ هزة في الوسطين الإعلامي والسياسي في بريطانيا، خصوصا أن هاردينغ لعب دوراً بارزاً في الحملة الانتخابية التي أوصلت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى رئاسة الوزراء.

وقال هاردينغ لزملائه في الصحيفة انه قدّم استقالته من منصبه لأنه علم بأن روبرت ميردوخ مشغول في البحث عن رئيس تحرير جديد لـ «التايمز».

لم ينتظر هاردينغ سقوط المقصلة فاستبق قرار ميردوخ وقرر أن يحزم أمتعته وأوراقه ويمضي في نهاية الشهر الجاري، بعد أن قضى في هذه الوظيفة حوالي خمس سنوات متواصلة.

وسارع ميردوخ عقب بلوغه أن هاردينغ قدّم استقالته إلى إصدار بيان، ليل اول من امس، امتدح فيه هاردينغ. وقال عنه انه «كان رئيس تحرير مميزا للتايمز واجتذب مجموعة من العاملين الموهوبين للعمل في الصحيفة وقادها خلال فترة صعبة. إنني أكن له احتراماً شديداً كزميل وصديق، وآمل بكل صدق أن نكون قادرين على العمل معاً مرة أخرى». وذكرت مصادر إعلامية أن جون ويذرو، رئيس تحرير «الصاندي تايمز» منذ 18 عاماً، هو الذي سيتسلم رئاسة تحرير «التايمز». وأضافت أن ميردوخ قد يعرض على هاردينغ منصب في مؤسسة «نيوز كوربوريشن» في الولايات المتحدة، ربما في صحيفة «وول ستريت جورنال»، لكن قيل ان هاردينغ غير مقتنع بالوظائف التي قد تعرض عليه في هذه المؤسسة.

ووفقاً لمصادر إعلامية في لندن يُعتبر هاردينغ من مقربي كاميرون، بل هناك من يقول ان قربه من كاميرون كان السبب في تفكير ميردوخ بعزله، خاصة وأن العلاقة بين ميردوخ وكاميرون تمر بأسواء مراحلها ولم تسلم هي الأخرى نتيجة فضيحة التنصت على المكالمات الهاتفية والتي ما زال الجميع ينتظرون سماع النتائج النهائية للتحقيق الذي أجرته لجنة ليفيسون في الفضيحة والتي قد تستغرق وقتاً طويلاً حتى نهاية العام المقبل. بل هناك من يقول انه منذ أن انفجرت الفضيحة في العام الماضي وطوال فترة انعقاد جلسات التحقيق برئاسة السير ليفيسون التي تم الاستماع فيها لعدد كبير من الشهود الذين أدلوا بمعلومات حساسة من شأنها أن تسيء لميردوخ ومؤسسته، عمل هاردينغ على تغطية أحداث هذه الأزمة وتطوراتها محاولاً الحفاظ على أكبر قدر من الموضوعية وعدم الظهور بأنه منحاز للمؤسسة على حساب الحقيقة وعرض المعلومات في شكل مهني، الأمر الذي أزعج ميردوخ كثيراً. فيبدو أن هموم ميردوخ تجمّعت أو تركزت كلها في كيفية خروج سالماً من الفضيحة ولم يكن ضمن أولوياته الحفاظ على المهنية التي حمل هاردينغ رايتها، ما أدى إلى تصادم الرجلين.

لكن صحيفة «الاندبندنت» اعربت أمس، على موقعها الإلكتروني عن دهشتها من استقالة هاردينغ وذكرت أن «الرجل كان متحمساً للدفاع عن حرية الصحافة خوفاً من الإجراءات التي يقترح ليفيسون اتخاذها ضد وسائل الإعلام». وتابعت أن «هاردينغ بادر الأسبوع الماضي لعقد لقاء لرؤساء تحرير الصحف البريطانية لتدارس الخطوات التي ينبغي اتخاذها قبيل إعلان رئيس الوزراء كاميرون عن التغييرات الجديدة في القوانين التي تحكم عمل وسائل الإعلام». لكنها في تعليق لها على استقالة هاردينغ ذكرت أن «التايمز» نفسها ضبطت متلبسة في محاولة للتنصت على المكالمات الهاتفية، واضطر هاردينغ ذاته لتقديم اعتذار علني عن تجسس الصحيفة على البريد الإلكتروني لضابط في الشرطة.

ولفت الانتباه أمس، ظهور تعليق على موقع الإلكتروني للإعلامي البريطاني الشهير أندرو نيل، رئيس التحرير السابق لصحيفة «الصاندي تايمز» الذي تحوّل إلى نجم تلفزيوني، هاجم فيه هاردينغ وقال انه حوّل «التايمز» أخيراً إلى صحيفة «ليبرالية كثيراً، وانخرط في عملية تبييض سمعة ميردوخ العجوز