Header Ad

التصنيفات

لماذا لن يرحل الرئيس السوري بشار الأسد؟

رغم كلّ التوقعات والإطارات الزمنية التي وضعها الكثيرون لسقوط الرئيس السوري بشار الأسد والإطاحة به، فقد تمكن من الصمود ودحضها كلّها، بالرغم من سلسلة طويلة من التراجع العسكري والدبلوماسي المتلازم مع موجة من الإنشقاقات التي ارتفعت حدتها مؤخراً لتزيد التوقعات بأنّ الرئيس السوري يعيش آخر أيامه في الحكم، بحسب فورين بوليسي.

وذكّر كاتبا التقرير، بروس بوينو دي موسكويتا وآلاستير سميث، بتقرير آخر قبل عام كامل قالا فيها إنّه حين يخون الأسد مصالح حلفائه العلويين عبر الإصلاحات فإنّهم هم من سيقتلعه دون انتظار الثوار. وتوصلا في ذلك التقرير إلى أنّ الأسد يمكن أن يعتمد على 3600 عضو في النظام، وإذا عمل هؤلاء مع المتمردين سيذهب الأسد أدراج الرياح.

وأضاف التقرير أنّ ما يبقي هؤلاء في صف الأسد، هو المال فحسب، وطالما يمتلكه فإنّه سيصمد. أما إذا خسره فسيطاح به اليوم دون انتظار الثوار.

وتابع أنّ المنشقين الذين بلغ عددهم حتى الآن 73 شخصاً من المسؤولين الرسميين، ليس من بينهم علويون، حتى أنّ أحداً منهم ليس من الدائرة المغلقة على الأرجح. ويشير التقرير إلى أنّ الصحافة عظمت الأمور كحال الدبلوماسيين المنشقين، الذي لم يكن من بين 13 منهم أكثر من واحد أو اثنين من المسؤولين الرفيعي المستوى وهما سفيرا سوريا في العراق والإمارات العربية المتحدة. كما أنّ المسؤولين الحكوميين الـ39 المنشقين لم يكن من بينهم أكثر من 3 مسؤولين كبار من بينهم رئيس الوزراء السابق رياض حجاب، وهو سني غير علوي، ولم يستلم منصبه إلاّ قبل شهرين من انشقاقه. ويتابع التقرير أنّ المنشقين في المجمل غير علويينوبالتأكيد ليسوا من الدائرة المغلقة للأسد أو من التحالف الذي يستند عليه.

ويتساءل التقرير من أين يأتي الأسد بالمال؟ ويجيب أنّه يأتي من إيران والعراق وروسيا وإلى حد ما فنزويلا. وتقدر قيمة ما يحتاج إليه الاسد بـ500 مليون دولار شهرياً. وكانت التايم اللندنية قد أوردت أنّ إيران وحدها قدمت للأسد 10 مليارات دولار وهي ما يكفي استدامة النظام في سوريا لعامين تقريباً. ومع ذلك يشير التقرير إلى أنّ إيران لن تعود بعد الآن قادرة على مثل هذا الدعم بسبب العقوبات الدولية عليها، وقد يضحي نظامها بالأسد، لكن من الصعب التنبؤ بموعد هذا التخلي.

ويتابع التقرير أنّ بداية التمرد في سوريا زودت المصالح الغربية بالفرصة لاتخاذ دور فعال في تنظيم العناصر الأكثر علمانية في الثورة، لكنّ قادة الغرب لم يقوموا بالكثير في هذا الإتجاه، ولم يعرضوا على الاسد خروجاً من السلطة ما دفع غيرهم إلى توجيه الإحتجاجات السورية في اتجاهات أخرى إسلامية، وهو شكل النظام الذي يمكن توقعه في حال سقوط الاسد، على الرغم من أنّ السوريين ليسوا إسلاميين أصوليين، فالشواهد واضحة في الثورتين الإيرانية 1979 والمصرية 2011.

ويشير الكاتبان إلى أنّهما أكدا في كتابهما “ذا ديكتاتورز هاندبوك” على أنّ المصالح السياسية قصيرة المدى للسياسيين دائماً تتفوق على “المصالح القومية” الطويلة المدى، وهذا ما كان بخصوص الغرب وسوريا. وعلى الرئيس الأميركي المستقبلي أن يتعلم التعامل مع احتمال ما هو أسوأ من النظام السوري. فلا مت رومني أو باراك أوباما تحضرا للإقرار بأنّ الإنتظار وعدم فعل شيء سيتسبب للقائد المقبل بوجع الرأس.