كتاب اسباني رأى النور مؤخرا
صدر مؤخرا كتاب جديد عن الحرب الامريكية على العراق لكاتبه الاسباني “انريك بوكادوركريسبو” وبعيدا عن كل التنازلات المعتادة في التحليل السياسي الاكاديمي، قدم “كريسبو” كتابه المثير للاهتمام الذي اختار له من العناوين “سياية المتاجرة: كيف باع بوش حرب العراق”
لقد شرح الكتاب بشكل مفصل كيفية استعمال الولايات المتحدة الامريكية الحرب العراقية كمنتوج تجاري يقضي بتلبية مصالح الشركات الامريكية العظمى،ووضح بشكل واعي ورصين كل الآليات التي استخدمت في اقناع الراي العام الامريكي في الحرب على العراق.
كما حذر الكتاب من خطورة وقوة السياسة الدعائية التي تنتهجها الحكومات “الديمقراطية” من أجل خلق واقع افتراضي لاخضاع وايهام الشعوب.
و اشار انريك الذي يعمل استاذا في مادة الفلسلفة الاخلاقية والعلوم السياسة بجامعة اشبيلية الى أن غزو العراق ونظام الاستغلال الذي فرض على الشعب العراقي، كانوا بمثابة اولى التطبيقات لسياسة التشاركية التي اتت بديلا عن السياسة الراسمالية مع وصول بوش للبيت الابيض سنة 2001.
هذا وقد فصّل الكتاب بأن الازمة المالية، معدلات البطالة المرتفعة ،والاقتطاعات من المساعدات الاجتماعية، والبؤس الذي يعيشه نحو مليار ونصف المليار من البشر في العالم وتراكم الفوائد الاقتصادية بشكل مروع بين الطبقات العليا من المجتمع، كان كل هذا بمثابة نتيجة مباشرة لفهم السياسة كمشروع تشاركي .
ان كتاب “سياسة المتاجرة” الذي كتب مقدمته “نعوم تشومسكي” يشرح ببراعة النظام السياسي “للديمقراطيات العاتية” والذي سمح للشركات الامريكية القوية تحديد العزم على غزو العراق كسياسة مشروعة وبديلة ،وتنفيذ نظام الهيمنة العالمية التي تسعى فقط وراء تحقيق مصالح هذه الشركات.
و ندد الاكاديمي الاسباني بسياسة التشاركية ووصفها بممارسة المرضى النفسيين اللذين لا يشعرون بالتعاطف الاخلاقي والمعنوي، وما يتسببون فيه من المعاناة لملايين البشر، كما حذر بحزن من الطاعة والخضوع السلبي للاجهزة الدعائية التي تستخدمها “الديمقراطيات” للتأثير على مواطنيها وجعلهم يتواطئون معها في الاثام التي تقترفها هذه الحكومات باسمهم.
جدير بالذكر أن “انريكي بوكادور كريسبو” استاذ بجامعة اشبيلية، وحاصل على شهادة الماستر والدكتوراه في مادة العلوم الانساينية بجامعة شيكاغو، كما شغل منصب استاذ زائر في كلية التاريخ بكامبردج سنة 2005
